قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

من علامة المُخْلص



*أنه يحرص على صحة العمل وسلامته من كل ما يبطله أو يُنقص ثوابه , فيتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح موافق للسنة .

*أنه ينظر إلى نفسه دائما بعين الازدراء والتقصير, فلا يُعجب بنفسه ولا يُغتر بعمله , وهو يعمل ويخشى أن الله تعالى لا يتقبل منه .

*أنه لا يزهو بعمله على غيره , ولا يمُنُّ به على ربه , { بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

*أنه لا يحب أن يظهر عمله أمام الناس , بل إخفاءُ العمل وكتمُه أحبُ إليه من إظهاره ونشره .
كان عمرو بن قيس – أحد عُبَّاد السلف – إذا بكى , حوَّل وجهه إلى الحائط , ويقول لأصحابه : إن هذا زكام .

*أنه زاهد في الثناء والمدح , لا يحبه ولا يرغب فيه ولا يحرص عليه , فالزهد ليس في متاع الدنيا فقط , بل الزهد الأشد هو الزهد في مدح الناس وإطرائهم . وكم من زاهدٍ في الدنيا , راغبٍ في ثناء الناس ومدحهم . ولا يعلم ما في القلوب إلا علاَّم الغيوب .

*أنه لا يحب أن يشتهر, ولا يسعى للشهرة , بل يفر منها دائماً , لعلمه أنها ربما أفسدت عليه الإخلاص , فكم من عامل مخلص أفسدته الشهرة , فأصبح يلتمس رضا الناس بسخط الله .
قال أيوب السختياني : والله ما صدق عبد إلا سَرَّهُ أن لا يُشعر بمكانه

*أنه يحب الإصلاح وانتشار الخير وإقبال الخلق على طاعة الله تعالى , سواء أكان ذلك على يده أم على يد غيره , لأنه يسعى إلى مرضاة الله , وليس إلى تمجيد نفسه وطلب المنزلة لها بين الخلق .
قال الإمام الشافعي رحمه الله : وددتُ أن كل علم أعلمه , يعلمه الناس , أؤجر عليه , ولا يحمدوني .

*أنه لا ينتقص جهود الآخرين العاملين في حقل الدعوة والإصلاح ؛ ليظهر جهده وفضله عليهم , فلو كان صادقاً مخلصاً لبارك تلك الجهود , وأثنى على أهلها , وفرح بها , ولكن أبى المرائي أن يزكي غير عمله .
قال ابن الجوزي : ليعلم المرائي أن الذي يقصده يفوته , وهو التفات القلوب إليه . فإنه متى لم يخلص حُرم محبة القلوب , ولم يلتفت إليه أحد , والمخلص محبوب . فلو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه , لما فعل . ا.هـ

*أنه لا يضيق ذرعا بالنقد , بل ينظر فيه , فإن كان نقداً صحيحاً أعلن عن تراجعه وشكر الناقد , وإن كان نقدا غير صحيح - وكان الناقد ناصحاً - بين وجهة نظره وأبان عن أدلته ودافع عن حجته بالأسلوب المؤدب الذي يستفيد منه ناقده وقارئه , وإن كان الناقد مغرضاً متعنتاً أعرض عنه ولم يشتغل به , أخذاً بالأدب القرآني : { وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }

*أنه لا يستعجل في الظهور قبل اشتداد العود , ولا يشتغل بعلم وغيره أولى منه , لينال به رتبة عند أهل الدنيا ,
كما تراه – مع الأسف - عند بعض الشباب , يطبعون الرسائل ويكثرون من تخريج الحديث , وأحدهم لو سئل عن مسألة في الطهارة لما عرف الجواب !
وآخرون أكثروا من التجريح للأشخاص وتجاسروا على ذلك لصرف الأنظار إليهم أنهم من أهل النقد ومن أهل الجرح والتعديل , وبعضهم لا يحسن تلاوة القرآن !
فوآسفاه على من كانت هذه حاله !

*أنه لا ينقطع عن العمل بذم بعض الناس له , وعدم رضاهم عنه ؛ لأنه لا يعمل لهم , بل يعمل لله تعالى , فهو مستمر في عمله في طاعة الله ومرضاته ولو سخط عليه من سخط ,
ولا يتأثر – كذلك – بقلة المستفيدين منه أو كثرتهم ؛ لأنه يسعى إلى مرضاة الله , ويدعو إلى الله وليس إلى نفسه .
قال علي بن الفضيل بن عياض لأبيه : يا أبتِ , ما أحلى كلام أصحاب محمد ( صلى الله عليه وسلم )
فقال : يا بني , وتدري لما حلا ؟ قال : لا .
قال : لأنهم أرادوا الله به .

اللهم إني أدعوك بدعاء عبدك الولي الصالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
اللهم اجعل عملي صالحاً , واجعله لك خالصاً , ولا تجعل لأحد فيه شيئاً !



الشيخ أبي مالك عبد الحميد الجهني حفظه الله

 

منقول