قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

[أقوال العلماء] فيمن يؤم الناس وهم له كارهون


بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مسألة مهمة تتعلق بأئمة المساجد ومن يؤم الناس فكثيرا ما ينشب خلاف بين الإمام والمأمومين بسبب من الأسباب المتعلقة بدينه أو صلاحه وورعه أو معاملاته .... فعن أبي أمامة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : العبد الآبق حتى يرجع ، وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ، وإمام قوم وهم له كارهون ] صحيح الترغيب والترهيب (1/328ح487)

قال ابن قدامة في المغني (2/32) :
وإن كان ذا دين وسنة فكرهه القوم لذلك لم تكره إمامته .هـ

قال الشوكاني في نيل الأوطار (3/217) :
والاعتبار بكراهة أهل الدين دون غيرهم حتى قال الغزالي في الإحياء : لو كان الأقل من أهل الدين يكرهونه فالنظر إليهم .هـ

قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى (1/127) وفي الفتاوى(23/373) لما سئل :
في رجل يؤم قوما وأكثرهم له كارهون ؟
الجواب : إن كانوا يكرهون هذا الإمام لأمر في دينه مثل كذبه ، أو ظلمه ، أو جهله ، أو بدعته ونحو ذلك ، ويحبون الآخر لأنه أصلح في دينه منه مثل أن يكون أصدق ، وأعلم ، وأدين فإنه يجب أن يولى عليهم هذا الإمام الذي يحبونه وليس لذلك الإمام الذي يكرهونه أن يؤمهم كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم : رجل أم قوما وهم له كارهون ، ورجل لا يأتي الصلاة إلا دبارا ، ورجل اعتبد محررا . و الله أعلم . هـ

وقال الشيخ ابن عثيمين (4/354) :
لكن ظاهر الحديث الكراهة مطلقا وهذا أصح ، لأن الغرض من صلاة الجماعة هو الائتلاف والاجتماع وإذا كان هذا هو الغرض فمن المعلوم أنه لا ائتلاف ولا اجتماع إلى شخص مكروه عندهم . هـ

قال الشيخ العلامة سماحة الوالد بن باز رحمه الله كما في فتاويه :
قال العلماء: يعني إذا أمهم بغير حق. إذا كرهوه بحق، إذا كرهوه بحقٍ فإنه لا يؤمهم، يكرهونه في بدعته، أو لشحناء بينه وبينهم، لا يؤمهم، أما إذا كان، لا، هو مستقيم ومن أهل السنة وليس به بأس ولكن كرهوه لأنه يدعوهم إلى الله، لأنه يعلمهم لأنه يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، لا، هذا لا عبرة بكراهتهم، يؤمهم ولا عبرة بكراهتهم، لكن إن كرهوه بحق لأنه صاحب خصومة بينه وبينهم، شحناء، أو لأنه صاحب بدعة، أو يرون منه معاصي ظاهرة كالإسبال وحلق اللحية لا يؤمهم؛ لأنه عليه مؤاخذة في هذا ... هـ

منقول

شبكة سحاب السلفية