قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

هل انتهى العلم الذي يبحث في أحوال الرجال المتصدرين للتعليم والدعوة والفتوى، وكذا الفرق والكتب أيضا؟ الشيخ صالح الفوزان
سُئِلَ العلاّمة صالح الفوزان -حفظه الله-:
لقد تفشّى ورعٌ باردٌ بين بعض طلبة العلم، وهو: إذا سمعوا النّاصحين من طلبة العلم أو العُلماء يُحذِّرون من البدع وأهلها ومناهجها، ويَذْكُرون حقيقة ما هُمْ عليه ويَرُدُّون عليهم، وقد يُورِدُون أسماء بعضهم ولو كان ميتًا لافتتان النّاس به، وذلك دفاعًا عن هذا الدِّين، وكشفًا للمُتلبِّسين والمُندسِّين بين صُفوف الأمّة لِبَثِّ الفُرقة والنِّزاع فيها، فيدَّعون أنّ ذلك مِن الغيبة المُحرَّمة، فما قولُكم في هذا المسألة؟
الجواب: "القاعدةُ في هذا التّنبيه على الخطأ والانحراف وتشخيصه، وإذا اقتضى الأمر أنْ يُصرَّح باسم الأشخاص حتى لا يُغترّ بِهم، وخُصوصًا الأشخاص الّذين عندهم انحراف فِي الفِكر، أو انحراف فِي السِّيرة والمنهج، وهم مشهورون عند النّاس، ويُحسِّنُون فيهم الظّنّ، فلا بأس أنْ يُذْكروا بأسمائِهم وأنْ يُحذّر منهم، والعُلماء بَحثُوا في علمِ الجرحِ والتّعديلِ فذَكَروا الرُّواة وما قِيل فيهم مِن القوادح، لا مِن أجل أشخاصهم؛ وإنَّما مِن أجل نصيحة الأُمّة أنْ تتلقّى عنهم أشياء فيها تجنٍّ على الدِّين، أو كذب على رسول اللّه صلّى اللهُ عليه وسلّم، فالقاعدة أوّلاً: أنْ يُنبَّهَ على الخطأ ولا يُذْكر صاحبه إذا كان يترتّب على ذكره مضرّة أو ليس لذِكْره فائدة، أمّا إذا اقتضى الأمر أنْ يُصرّح باسمه مِن أجل تَحذير النّاس منه؛ فهذا من النّصحية لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المُسلمين وعامّتهم، وخُصوصًا إذا كان له نشاط بين النّاس، ويُحْسِنون الظّنّ به، ويَقْتنُون أشرطتَه وكُتبَه، لا بُدّ من البيان، وتَحذير النّاس منه؛ لأنّ السُّكوت عنه ضرر على النّاس، لا بُدّ من كشفه، لا مِن أجل التّجريح أو التّشهير؛ وإنّما مِن أجل النّصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم". اهـ
منقول