قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

خطر الزوايا و القباب في هدم السنة و الكتاب

 

يقول الشيخ العلامة أبي زيد عبد الرحمان بن محمد النتيفي الجعفري البيضاوي المغربي رحمه الله في كتابه -  حكم   السنة  و الكتاب في الزوايا و القباب  -

ان قوما  من المتعبدين الماضين اتخذوا الزوايا و القباب للانفراد بالتعبد . وهؤلاء اذا صح قصدهم فهم على الخطأ من ستة أوجه .

-1-     أنهم ابتدعوا هذا البناء  . و انما بنيان أهل الاسلام المساجد .

-2-     أنهم جعلوا للمساجد نظيرا يقلل جمعها .

-3-     أنهم أفاتوا أنفسهم نقل الخطأ الى المساجد .

-4-     أنهم تشبهوا باليهود و النصار بانفرادهم في الديرة .

-5-     أنهم تعزبوا  وهم شباب  . و أكثرهم محتاج الى النكاح .

-6      أنهم جعلوا  لأنفسهم علما ينطق  بأنهم زهاد . فيوجب ذلك زيارتهم و التبرك بهم . و ان كان قصدهم صحيح . فانهم قد بنوا دكاكين للكدية  . ومناخا للبطالة . و أعلاما لاظهار الزهد .

 و قال أيضا :

ان الزوايا يطلق عليها اسم الربط . فرقت هذه الفرق  . وزادت تفريقهم في الدين  و النحلة  و الزي . وكل ما في المسجد الضار  في المسجد المضرور . من كتاب الله . و سنة النبي صلى الله عليه وسلم . و الاجتماع على كلمة لا اله الا الله .

 و في الزوايا  زيادات ليست في المساجد :

-1-      أنها تفضل المساجد .

-2-      أن الصلاة فيها مقبولة .

-3-      أنها محل الأسرار  المختصة بأربابها .

-4-      أن النبي صلى الله عليه و سلم  ينتقل اليها بروحه و جسمه من عالم الجنة  . و يحضر فيها تعظيما لشأنها و شأن  أهلها يقظة  من غير أن يفعل ذلك بالمساجد .

-5-      أنها محل الفتوحات الربانية .

-6-      ومنها أن كتب الشيخ و آراءه فيها أعظم  و أرفع  من كل كتاب و كل رأي .

-7-      أن ذكر أهلها غالبا مصدره  من الشيخ  وحيا أوحي له به .

-8-      أن ذلك الورد غالبا فيه وصف الله بالاتحاد و الحلول .

-9-      أن جملة من أذكار هؤلاء تعدل ستة ألاف ختمة من القرآن . وأن الجملة الواحدة  منها براءة  من النار .

-10-    أن الشيخ يعظم فيها كتعظيم الله أو أزيد .

-11 -   أن المنتمين اليها تتساقط  عنهم الذنوب و ان فعلوا مافعلوا .

-12-    أن أهلها قد ضمنت لهم السعادة و الرزق و ان تكاسلوا .

-13-    أن لهم الشفاعة  فيما شاءوا  كما شاءوا .

-14-    أن الله وو رسوله خصهم بأحكام و أنباء و تعظيمات مانالها أوائل الأئمة و لا أخرها .

-15-    أن أصحابها نبذوا كتاب الله و كتب العلم  النافع وراء ظهورهم وزعموا  أنها قاطعة الوصول الى الله .

-16-    أن أهلها يبغضون العلم و أهله .

-17-    أن رقصهم بها يكفر ذنب ثمانين سنة .

-18-    أنهم كما فرقوا جماعة المسلمين  و أضروا بالمساجد . تفرقوا  أوزاعا  و بالغوا . حتى كفر بعضهم بعضا و أباح دمه .

و قال أيضا : 

من أفتى ببناء المساجد على القبور معارض للحق من وجوه  .

-1-    مخالفة  لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما تقدم من اللعن  . و اشتداد الغضب  و غيرهما .  من أمر الرسول  صلى الله عليه و سلم بهدمها و تسويتها .

-2-    مخالفته لفعل الرسول صلى الله عليه و سلم  حيث لم يهتم بذلك  و لافعله .

-3-    مخالفته كذلك للصحابة  حيث لم يفعلوا .

-4-    مناقضة فهمه لما فهمه رسول الله صلى الله عليه و سلم  وصرح به . من أن ذلك النهي  في قبور الأنبياء  و الصلحاء الذي قيد به هو النهي .

-5-    مخالفة لما عليه سلف الأمة و علماؤها .

-6-    فتحه بفتواه باب عبادة الأوثان كما يرى موجودا أو حاصلا لكل ذي بصر  بصيرة .

-7-    مخالفته لما خاف رسول الله صلى الله عليه وسلم  على أمته التشبه باليهود و النصارى  و غيرهم . بفتواه التي تدل على أنه :لاخوف  عليهم من ذلك .

قال أيضا :  

وقد سهل المفتي فتواه بأمور :

-1-     قلة العلم  . لا سيما علم الحديث و الأصول .

-2-     ما شاع في زمانه  من ان الرجوع الى أفكار و فتاوي أهل عصره . أوجب من الرجوع الى الكتاب و السنة .

-3-     ما شاع في علماء عصره من أن الأحاديث انما تقرأ للتبرك . و أما الأحكام  فكلها تقليدية .

-4-     عموم البدع  . ورجوع الجمهور الى فعل السواد الأعظم من العامة .

-5-     المسارعة الى التقرب الى ولي الأمر . حيث يعجبهم ما أفتى به .

-6-     ما شاع  في أزمنته من أن الخلاف  اذا وقع فالقول لأهل الباطن . و أهل الباطن يومئذ شرعوا في تشييد المباني على القبور .

-7-     فعل سلفه و أقاربه و أشياخه . فقد شيدوا بعض القباب  التي لا يمكنه الانكار عليها  . خوفا من بركة  أسرارهم المزعومة  .

-8-     ما يناله  من العزة و الرفعة و المال  و الجاه من ولي الأمر و العامة بسبب قبة الأسلاف .

-9-     ما يترصده  هو من أن يعظم  و يحترم  ببناء قبة عليه . تهوي اليها أفئدة الناس . و يجتمع بسببها للأولاد مال  و  تعظيم .