قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الْحِزْبِيَّةُ هِيَ الْفِتنَةُ فَاعْرِفُوْهَا

 إنَّ الحمدَ للهِ نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفِسِنَا ومِن سيئاتِ أعمَالنِا، مَن يهدهِ اللهُ فَلا مُضِلَ لَهُ، ومَن يُضلل فَلَا هَادِيَ لهُ، وأَشهدُ أَنّ لا اله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ  ورسولُهُ.  
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾[آل عمران: 102]، ﴿ يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء:1]،
﴿ يَــا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70و71]أمَّا بعدُ

فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ مُحدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ ، وكلَّ ضلالةٍ في النَّارِ………أمَّا بعدُ .
فإنَّهُ لمَّا كَثُرت الدّعواتُ التى تُنادِى إلى ( التَّعَدُديةِ الحزبيةِ ) فى زمنِنَا ويزعمُ أصحابُ هذه الدعواتِ أنَّ التَّعَدُديةَ الحزبيةَ منَ الدينِ ويزدادُ الأمرُ سُوءاً إذَا كانَ من يَدعُو إلى تلكَ التعدديةِ الحزبيةِ ويُعلِنونَ عن إنشاءِ الأحزابِ همُ المتكلمونَ باسمِ الدينِ ومَوصُوفُونَ بوصفِ الدُّعاةِ إلى اللهِ ربِّ العالمينَ فأحببتُ أن أُبيَّنَ حُكمَ هذه الأحزابِ والجماعاتِ من كتابِ اللهِ وسنَّةِ رسولِ اللهِ  صلى الله عليه وسلم بفهمِ الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم;

الْسُّؤَالُ الْأَوَّلُ: مَا هِىَ مَرْجِعِيَّةُ الْمُسْلِمِيْنَ إِذَا مَا اخْتَلَفُوَا فِىْ شَيْءٍ ؟

قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ: { فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِيْ شَيْءٍ فَرُدُّّوْهُ إِلَىَ الْلَّهِ وَالْرَّّسُوْلِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُوْنَ بِالْلَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ }الْنِّسَاءِ- (59)
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوْا بِهِ وَلَوْ رَدُّّوْهُ إِلَىَ الْرَّسُوْلِ وَإِلَىَ أُوْلِى الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِيْنَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}.الْنِّسَاءِ- (83)
 ٓقَالَ الْنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم ” إِنِِّّى  قَدْ تَرَكْتُ فِيْكُمْ مَا إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوْا أَبَداً كِتَابَ الْلَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّّهِ ” (صَحِيْحُ الْتَّرْغِيْبِ وَالْتَّرْهِيْبِ لِلأَلْبَانّى )
فَالأَمْرُ الْرَّبَّانِيُّ هُوَ: أَنْ نَرُدَّ كُلَّ َخصومةٍ وَنِزَاعٍ إِلَىَ الْلَّهِ وَرَسُوْلِهِ (أَى إِلَىَ كِتَابِ الْلَّهِ وَسُنَّةِ  رَسُوْلِه ِ صلى الله عليه وسلم). وَ حِيْنَئِذٍ تَزُوْلُ الْخُصُوْمَةُ .

السؤالُ الثانى إلى أىِّ فهمٍ نرجعُ فى فهمِ القرآنِ والسُنَّةِ ؟

قال تعالى {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }(115/النساء)ولا شكَّ أنَّ المؤمنينَ عندَ نزولِ الآيةِ هم الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم ، وقد تَعَلَّمُوا من الرَّسُولِ  الدِّينَ قرآناً وسُنَّةً ،
وقالَ تعالى{فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ}فالشقاقُ هو البعدُ عن منهجِ الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم فِى فهمِ الدِّينِ فهَُم تلامذةُ رسولِ اللهِ  وتلَقَوا العِلمَ منهُ بِلا واسطةٍ وكانَ الوحىُ يتَنَزلَ بَينهُم وكانوا فى غايةِ الحرصِ على العلمِ .

السؤالُ الثالثُ :هل نَستَدِلُ أولاً ثُمَّ نعتقدُ؟ أم نعتقدُ أولاً ثُمَّ نَستَدِلُ عَلَى ما اعتَقَدناهُ؟

قال تعالى {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ }(19/محمد)
فَبَوَّبَ الإمامُ البُخارىُ رحمهُ اللهُ عليهَا بابٌ “العلمُ قبلَ القولِ والعملِ ” فأمرَ ربُّنَا عزَّ وجلَّ العبدَ أن يتعلمَ ويستدلَ أولاً (أى يطلبُ الدَّلِيلَ من الكتابِ والسنَّةِ بفهمِ الصحابةِ ) لا أَن يعتقدَ شَيئاً أولاً ثمَّ يذهبُ ليبحثَ عن دليلٍ عَلَى صِحَةِ ما اعتقدهُ وهذهِ طريقةُ أصحابِ البدعِ إذ يَلوونَ أَعنَاقَ النُّصوصِ حتى يَجعلُوَها توافقُ هواهُم أمَّا أهلُ السُنَّةِ فَيَدِينونَ للهِ ويَخضعُونَ للوحىِ المنزَّلِ من عندِ اللهِ فينظرونَ أولاً فى الدَّلِيلِ (القرآن والسنة) ثُمَّ يَعتقدونَ ما دَلَّهُم عليهِ الدَّلِيلُ.

الْسُّؤَالُ الْرابعُ : هَلْ وَضَّحَ الْشَّرْعُ الْأَغَرُّ طَرِيْقَةَ الْدَّعْوَةِ إِلَىَ الْلَّهِ ؟

قَالَ الْلَّّهُ تَعَالَىْ:{ ادْعُ إِلَىَ سَبِيِلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }.الْنَّحْلِ- (125)
قَالَ ابْنُ جَرِيْرٍ: [هُوَ مَا أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَالْسُّنَّةِ ].
فَالدَّعْوَةُ إِلَىَ الْلَّّهِ لَا تَكُوْنُ إِلَّا بِالْعِلْمِ الْنَّافِعِ وَالْعَمَلِ الْصَّالِحِ .
وَقَالَ الْنَّبِيُّ صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( الْعُلَمَاءُ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ) رَوَاهُ أَبُوْ دَاوُدَ و قَالَ الْشَّيْخُ الْأَلْبَانِيُّ : صَحِيْحٌ .
فَكَانَتْ الدَّعْوَةُ تَقُوْمُ بِالْأَنْبِيَاءِ وَمَنْ يَقُوْمُ بِهَا بَعْدُ هُمُ الْعُلَمَاءُ بِسَبِيْلٍ وَاحِدٍ وَهُوَ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوْفِ وَالْنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ بِالْعِلْمِ الْنَّافِعِ وَالْعَمَلِ الْصَّالِحِ . (هَذَا هُوَ الْمَنْهَجُ الْصَّحِيْحُ وَالْصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيْمُ فِىْ الْإِصْلَاحِ )

.الْسُّؤَالُ الخامسُ: هَلْ الْدَّعْوَةُ إِلَىَ الْلَّّهِ تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْأَحْوَالِ ؟

قَالَ الْنَّبِىُّ ِ صلى الله عليه وسلم(مَنْ أَحْدَثَ فِىْ أَمْرِنَا هَذَا مَا  لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ) أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ
قَالَ مَالِكٌ بْنُ أَنَسٍ : [ لَنْ يُصْلِحَ أُخَرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَا مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا ]
قَالَ الْشَّيْخُ ابْنُ بَازٍ مُعَلِّقَا :” مَنْ أَرَادَ صَلَاحَ الْمُجْتَمَعِ الْإِسْلَامِىِّ أَوْ صَلَاحَ الْمُجْتَمَعَاتِ الْأُخْرَى فِىْ هَذِهِ الْدُّنْيَا بِغَيْرِ الْطَّرُْقِ وَالْوَسَائِلِ وَالْعَوَامِلِ الَّتِىْ صَلُحَ بِهَا الْأَوَّلُونَ فَقَدْ غَلَطَ ،وَقَالَ غَيْرَ الْحَقِِّ .فَالدَّعْوَةُ لَا تَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الْأَحْوَالِ .

.الْسُّؤَالُ الْسَّادسُ: هَلْ كَلََّفَنَاالْلَّّهُ بِتَحْقِيْقِ النَّتَائِجِ فِىْ الدَّعْوَةِ إِلَىَ الْلَّهِ ؟

قَالَ رَسُوْلُ الْلَّهِ صَلَّيْ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ ، فَرَأَيْتُ الْنَّبِيَّ وَمَعَهُ الْرُّهَيْطُ ، وَالْنَّبِِىَّ وَمَعَهُ الْرَّجُلُ وَالْرَّجُلَانِ، وَالْنَّبِيَّ وَلَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ )) قَالَ الْشَّيْخُ شُعَيْبُ الْأَرْنَاؤُوْطِ : إِسْنَادُهُ صَحِيْحٌ عَلَىَ شَرْطِ الْبُخَارِيِّ .
 فَلَمْ يُكَلِّفْنَا الْلَّهُ بِتَحْقِيْقِ النَّتَائِجِ وَلَكِن بِالْتِزَامِ الْشَّرْعِ , فَالشَّرْعُ يَضْبَطُ الْوَسِيْلَةَ كَمَا يَضْبِطُ الْغَايَةَ

.الْسُّؤَالُ الْسَّابعُ: هَلْ الْدَّعْوَةُ إلَى الْلَّّهِ تُقْتَضَى إِنْشَاءَ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ؟

قَالَ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِيْنَ فَرَّقُوْا دِيْنَهُمْ وَكَانُوْا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِيْ شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَىَ الْلَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوْا يَفْعَلُوْنَ}سُوْرَةُ الْنِّسَاءِ-(159).
 قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِىْ تَفْسِيْرِهِ:(أَى فِرَقَا وَأَحْزَابَا).
وَقَالَ تَعَالَىْ { مُنِيْبِيْنَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيْمُوْا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُوْنُوْا مِنَ الْمُشْرِكِيْنَ (31) مِنَ الَّذِيْنَ فَرَّقُوْا دِيْنَهُمْ وَكَانُوْا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُوْنَ } سُوْرَةُ الْرُّوْمِ –(32)
وَقَالَ : (لَا حِلْفَ فِيْ الْإِسْلَامِ ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
وََقد ذَكَرَ الإِمَاُم أَحمَدَ فى العِلل ومعرفةِ الرِّجَاِل عن الحسن قال :شَهِدتُهُم يَومَ تَرَامَوا بِالحَصَا فِى أَمرِ عُثمَانَ حَتَّى جَعَلتُ أَنظُرَ فَمَاَ أَرَى أَدِيمَ السَّمَاءِ مِنَ الرَّهَجْ (أى من الغبار) فَسَمِعتُ كَلَامَ امرَأةٍ مِن بَعضِ الحُجَر قِيلَ هَذِهِ أمُّ المُؤمِنِيينَ فَسَمِعتُها تَقَوُلُ ” إِنَّ نَبِيَّكُم صلى الله عليه وسلم قَد بَرِىَء مِمَن فَرَّقَ دِينَهُ واحْتَزَبْ ” قالَ عبدُ اللهِ بنُ الإمامِ أحمدَ :هِىَ أُمُّ سَلَمَةَ .
فَالتَّحَزُبُ وَالتَّفَرُّّقُ حَرَّمَهُ الْلَّهُ فِىْ كِتَابِهِ وَفِى سُنََّةِ نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَكُنْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيَنْصُرَ دِينَهُ ِبَما حَرَّمَهُ .
وقد قال الشيخ العثيمين رحمه الله فى كتاب( الصحوة الإسلامية ضوابط وتوجيهات)…وقولُ بعضهم :أنَّهُ لا يمكنُ للدعوةِ أن تَقوى وتنتشرَ إلَّا إذَا كانت تحتَ حزبٍ !! نقولُ :إنَّ هَذَا الكلامَ غيرُ صحيحٍ ،بل إنَّ الدعوةَ تقوى وتنتشرُ كُلَّما كانَ الإنسانُ أشدَّ تَمَسُكاً بكتابِ اللهِ وسنةِ رسولِ اللهِ  وأكثرَ اتباعاً لآثارِ النَّبىِ وخلفائِه الراشدينَ “.

السؤالُ الثامنُ: هَل يجوزُ التحزبُ على اسمٍ أو لقبٍ سِوَى الإسلامِ؟

قالَ تعَالَى (هُوَ سَمَّاكُمُ المسْلِمِين )سورة الحج /78) وقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ: (وَلَكِنْ تَسَمَّوْا بِاسْمِ اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ عِبَادَ اللَّهِ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ )(صحيح الجامع /1724(

وجَاءَ رجلٌ إلى الإمام مالكٍ، فقالَ:  يا أَبَا عبدِ اللهِ ، أسألُكَ عن مسألةٍ أجعلُكَ حجّةً فيمَا بينِي وبينَ اللهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ مالكُ:مَا شاءَ اللهُ لاقوّةَ إلاّ باللهِ ، سَل ، قالَ: مَنْ أهلُ السنَّةِ؟ قالَ: أهلُ السنَّةِ الذينَ ليسَ لهم لقبٌ يُعرفونَ بهِ ، لا جهميٌ ، ولا قدري ٌ, ولا رافضى ٌ (الانتقاء لابن عبد البر)

وقالَ ميمونُ بنُ مهرانٍ”  إيَّّّاكُم وكلَّ اسمٍ يُسمَّى بغيرِ الإسلامِ ” الإبانة الصغرى لابن بطة)

وقالَ مالكٌ بنُ مغولٍ:  إذا تَسمَّى الرجلُ بغيرِ الإسلامِ والسنَّةِ , فأَلحقهُ بأيِّ دينٍ شئتَ ( الإبانة الصغرى لابن بطة(

وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةٍ رحمهُ اللهُ” والواجبُ عَلَى المسلمِ إذَا سُئِلَ عَن ذلكَ أَن يقولَ: لا أنا شَكِيليٌ, ولا قَرفنديٌ ؛ بَل أَنَا مسلمٌ مُتَّبِعٌ لكتابِ اللهِ وسنةِ رسولهِ فلانعدلُ عن الاسماءِالتى سمَّانَا اللهُ بِهَا إلى أسماءٍ أحدثَهَا قومٌ ـ وسَمُّوهَا هُم وآباؤهُم ـ ما أنزلَ اللهُ بها من سلطانٍ” (مجموع الفتاوى)

فَلا ينبغى أبداً أن ينحَازَ المسلمُ لاسمٍ غيرَ الإسلامِ ولا يجتزىءُ جُزءاً من الإسلامِ فيُصَيِّرُهُ هو الإسلامَ كلَّه ، وكذلكَ لا يتخذُ فرقةً ولا جماعةً ولا حزباً فيجعلُهاهى المسلمينَ فينتقلُ من َوسَعِ الإسلامِ إلى ضيقِ التحزبِ .

السؤال التاسعُ: هَل كثرةُ الأَتباعِ دلَيِلٌ عَلَى صحةِ المنهجِ؟

قال تعالى{وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ  }(سورة الأنعام )116وقال أيضاً {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}  (103 سورة يوسف) وقــال أيضاً{قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } (سورة المائدة 100)  .
وقالَ ابنُ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ: الجماعةُ, ما وافقَ الحقَّ, ولو كنتَ وحدكَ (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعه)
وقالَ الفضيلُ ابنُ عياضٍ ـ رحمهُ اللهُ ـ:عليكَ بطريقِ الهُدَى وإن قلَّ السَّالكونَ, واجتنب طريقَ الرَّدَى وإن كَثُرَالهالكونَ (ذكره الشاطبىُ (1/83)، والنووي في المجموع)

.الْسُّؤَالُ العاشرُ :مَا مَوْقِفُ الْعُلَمَاءِ الْرَّبَّانِيِّيْنَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ ؟
بِنَاءَاً عَلَىَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ إِدْلَةٍ قَاطِعَةٍ عَلَىَ حُرْمَةِ الْتََّحَزُبِ وَالتَّفَرُقِ فِىْ الْدِّينِ فَإِنَّ الْعُلَمَاءَ الرَّبَانِيينَ فِىْ كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ يُحَذِّرُونَ مِنْ الْتََّحَزُبِ ويُحَارِبُوْنَ الْتَّحَزُبَ وَالتَّفَرُّقَ بِكُلِّ مَا أُوْتُوْا مِنْ قُوَّّةٍ لِأنَّّهُ سَبَبُ فَشِلِ و تَنَازُعِ الْأُمَمِ وَذَهَابِ رِيَحِهَا قَالَ الْلَّهُ عَزَّ وَجَلَّ { وَأَطِيْعُوْا الْلَّّهَ وَرَسُوْلَهُ وَلَا تَنَازَعُوَا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيْحُكُمْ وَاصْبِرُوَا إِنَّ الْلَّهَ مَعَ الصَّابِرِيْنَ} .الْأَنْفَال-(46) .

وَإِلَيْكَ بَعْضَ هَذِهِ الْفَتَاوَى:

فتوى الشيخ عبد العزيز بن باز المفتى العام للملكة العربية السعودية آنذاك وقد سُئل عن حكم تعدد تعدد الجماعت والأحزاب فى الإسلام ، وما حكم الإنتماء إليها ؟

قال رحمه الله :”إن نبينا محمداً ِ صلى الله عليه وسلم بين لنا درباً واحداً يجب على المسلمين أن يسلكوه ، وهو صراط الله المستقيم ،ومنهج دينه القويم ، قال الله تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ(الأنعام153)فالواجبُ عَلَى عُلماءِ المسلمينَ :توضيحُ الحقيقةِ ، ومناقشةُ كلِّ جماعةٍ ،ونُصحُ الجميعِ بأن يَسِيُروا فِى الخطِ الذى رَسَمَهُ اللهُ لعبادهِ ،ودَعَا إليهِ نبيُنَامحمدٌ صلى الله عليه وسلم،ومن تجاوزَ هَذَا واستمرَّ فى عنادِهِ ،فإنَّ الواجبَ التشهيرُ به، والتحذيرُ منهُ ،ممن عرفَ الحقيقةَ حتَّى يتجنبَ النَّاسُ طريقَهم وحتَّى لا يدخلَ معهم من لا يعرفُ حقيقةَ أمرِهم فَيُضِلوهُ ويَصرِفُوهُ عن الطريقِ المستقيمِ الذى أمَرَنَا اللهُ باتباعِهِ….
ولا شكَّ أنَّ كثرةَ الفرقِ والجماعاتِ فى البلدِ المسلمِ مما يحرصُ عليهِ الشيطانُ أولاً ،وأعداءُ الإسلامِ ثانياً ” انتهى كلامُهُ رحمهُ اللهُ.

قَالَ الْشَّيخُ بنُ عُثَيمِيْنَ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ :( لَيْسَ فِىْ الْكِتَابِ وَلَا فِىْ الْسُنَّةِ مَا يُبِيْحُ تَعَدُّدَ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ ، بَلْ إِنَّ فِىْ الْكِتَابِ وَالْسُنَّّةِ ذَمَّاً لِذَلِكَ ،قَالَ الْلَّهُ تَعَالَىْ { فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيهِمْ فَرِحُوْنَ }الْمُؤْمِنُوْنَ-(53) وَلَا شَكَّ أَنَّ [تَعَدُّدَ] هَذِهِ الْأَحْزَابِ يُنَافِى مَا أَمَرَ الْلَّهُ بِهِ ، بَلْ مَا حَثَّ عَلَيْهِ فِيْ قَوْلِهِ تَعَالَىْ { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوْنِ } الْأَنْبِيَاء :92 “
( كِتَابُ الْصَّحْوَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ ضَوَابِط وتَوْجِيْهَات) .

وَلِلْشَّيْخِ الْمُحَدِّثِ مُحَمَّد نَاصِرِ الْدِّيْنِ الْأَلْبَانِيِّ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَىْ فَتْوَىْ مُمَاثِلَة : قَالَ رَحِمَهُ الْلَّهُ تَعَالَي ” لَا يَخْفَي عَلَيْ كُلِّ مُسْلِمٍ عَارِفٍ بِالْكِتَابِ وَالْسُّنَّّةِ , وَمَا كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُنَا الْصَّالِحُ رَضِيَ الْلََّهُ عَنْهُمْ أَنَّ الْتَّحَزُبَ وَالَتَّكَتُّلَ فِيْ جَمَاعَاتٍ مُخْتَلِفَةِ الْمَنَاهِجِ وَالْأَسَالِيْبِ لَيْسَ مِنْ الْإِسْلَامِ فِيْ شَيْءٍ , بَلْ ذَلِكَ مِمَّا نَهَىَ عَنْهُ رَبُنَا عَزَّوَ جَلَّ فِيْ أَكْثَر مِنْ آَيَةٍ فِيْ الْقُرْآنِ الْكَرِيْمِ (فَتَاوَىْ الْشَّيْخِ الألْبَانّىِّ لِعُكَّاشَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَنَّان ص 106).

وَلِلْشَّيْخِ د.صَالِح الفَوْزَانِ (عُضْوُ هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ) فَتَوِى مُمَاثِلَة يَقُوْلُ: “الْتَّفَرُقُ لَيْسَ مِنْ الْدِّيْنِ, لِأَنَّ الدِّيْنَ أَمْرِنَا بِالِاجْتِمَاعِ , وَأَنْ نَكُوْنَ جَمَاعَةً وَاحِدَةً وَأُمَّةً  وَاحِدَةً عَلَيَّ عَقِيْدَةِ الْتَّوْحِيْدِ وَعَلَيَّ مُتَابَعَةِ الْرَّسُوْلِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ الْلَّهُ تَعَالَي :” وَاعْتَصِمُوْا بِحَبْلِ الْلَّهِ جَمِيْعا وَلَا تَفَرَّقُوا “( سُوْرَةُ آِل عِمْرَانَ 103).( كِتَابُ مُرَاجَعَات فِيْ فِقْهِ الْوَاقِعِ عَلَيَ ضَوْء الْكِتَابِ وَالْسُنَّةِ ص 44-45)

أكداِلْشَّيْخِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الْلَّهِ بْنِ أَبِىْ زَيْدٍ –رَحِمَهُ الْلَّهُ – عُضْو هَيْئَةِ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ هذا الحكم فى كتابيه (خصائص الجزية العربية وحكم الإنتماء إلى الفرق والجماعت الإسلامية) على خطورةِ التَّحَزُبِ والتَّفَرُقِ  فقالَ : والجماعاتُ إن استشرَى تَعَدُدُهَا فى جزيرةِ العربِ ،فهوَ خَطَرٌ دَاهِمٌ يهددُ واقعَها ، ويهدمُ مستقبلَهَا …ويجعلُها مجمعَ صراعٍ فكرىٍ وعقدىٍ وسلوكىٍ “وقالَ: فواجبٌ واللهِ تنظيفُ هذه الجزيرةَ من تلكمِ المناهجِ الفكريةِ المبتدعةِ ،والأهواءِ الضَّالةِ ، وأن تبقَى عنوانَ نصرةٍ للكتابِ والسُنَّةِ والسيرِ على هَدْى سلفِ الأُمَّةِ ،حَرباً للبدعِ والأهواءِ المضلةِ” .

السؤالُ الحادى عشرُ ما هىَ مَسَاوىءُ التَّحَزُبِ ؟

1 – آفةُ الآفاتِ عقدُ الولاءِ والبراءِ على الحزبيةِ حيثُ يُوَالِى كلُّ متبعٍ لحزبٍ أو جماعةٍ حِزبَهُ أو جماعتَهُ ويبرأُ ممَّا عَادَهَا ولا شَكَّ أنَّ ذلكَ ضِربٌ عظيمٌ من ضُرُوبِ العصبيةِ التى تَكَاثَرت النصوصُ على نبذِهَا ومحوِهَا من سِجلِ المسلمينَ .

2- انتشارُ البدعِ والأهواءِ والجهلِ نظراً لأنَّ كلَّ فرقةٍ وجماعةٍ وحزبٍ يتخذُ لنفسِهِ فِكراً ومنهجَاً لا يَحيدُ عنهُ قيدَ أُنملةٍ فينخرطُ فيهِ مُبتعداً عن العلماءِ الرَّبَانيينَ ولأنَّ قَادتَه يُحَذِرُوهُ من هؤلاءِ العلماءِ ويُشَنِعُونَ بِهِم  .

3- ضَعفُ الأمَّةِ وذلكَ لمَا يقعُ بينَ المسلمينَ من التَّنَازُعِ والتَّفرُقِ فتذهبُ ريحُ الأمَّةِ هَبَاءً مَنثُورَاً وقد قالَ تَعَالَى { وَلَا تَنَازَعُوَا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيْحُكُمْ وَاصْبِرُوَا إِنَّ الْلَّهَ مَعَ الصَّابِرِيْنَ}.

4- نُفُورُ النَّاسِ من الدِّينِ حيثُ يَرَى النَّاسُ أهلَ الدِّينِ فى وجهةِ نظرِهم يتَخَاصَمُونَ ويَتَنَاحَرُونَ فينفُرُ النَّاُس من الدِّينِ بالكليةِ وما ذلكَ إلَّا من شؤمِ معصيةِ الرَّسُولِ  صلى الله عليه وسلم.
5- شُيوعُ روحُ البغضِ والكراهيةِ بينَ المسلمينَ فيَبعُدُونَ بذلكَ عَن حقيقةِ الإيمانِ كَمَا قالَ النَّبىُّ صلى الله عليه وسلم (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا …)رواهُ مسلمٌ .

6- التَّحَزُبُ عَقَبةٌ فِى طريقِ الوصولِ إلى الحقِّ والهُدَى حيثُ يقعُ المتحزبُ فِى آفةِ (التأثرِ بالفكرةِ الجماعيةِ الخاظئةِ) فيصيرُ كأنمَّا أصبحَ تُرسَاً فى آلةٍ لا يستطيعُ الانفكاكُ عنها وقد قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ}( سبأ/46) فالتَّفَكُرُ فى الحقِّ باتباعِ الدليلِ بعيداً عن (فلسفةِ القطيعِ) هوَ ما يَعِظُ بِهِ ربُّنا تباركَ وتعََالى الباحثَ عنِ الحقِّ .

ومَسَاوىءُ الحزبيةِ كثيرةٌ جِدَاً وإن لم يكُن فِيها إلا هذا لكَفٍٍَى . 

.الْسُّؤَالُ الثانى عشر : مَا مَوْقِفُ الَّذِيْنَ يَدَّعُوْنَ الْعِلْمَ مِنْ الْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ؟

يَدْعُوَنََ إِلَىَ الْتَّحَزُبِ بِاسْمِ ” مَصْلَحَةِ الْدَّعْوَةِ ” وَالْلَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ لَمْ يَجْعَلِ فِيْمَا حَرَّمَ مَصْلَحَةً وَلَمْ يَجْعَلْ فِىْ مُخَالَفَةِ سُنَّةِ الْنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم نَصْرَاً لِلْمُسْلِمِيْنَ بَلْ إِنَّ مُخَالَفَةَ سُنَّةِ الْنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم لَا تَأْتِى إِلَا بِالْوَبَالِ  وَالشُّؤْمِ فَمَصْلَحَةُ الْدَّعْوَةِ لَا تَكُوْنُ إِلَّا فِىْ لُزُوْمِ شُرِعِ  الْلَّهِ وَسُنَّةِ رَسُوْلِهِ صلى الله عليه وسلم.
فَالشَّرْعُ كَمَا ضََبَطَ الْغَايَةَ ضَبَطَ الْوَسِيْلَةَ أَيْضا ً .

.الْسُّؤَالُ الثالثُ عشرَ : مَا الْمَوْقِفُ الْصَّحِيْحُ لِلْمُسْلِمِ مِنْ فِتْنَةِ الْتَّّحَزُبِ ؟

عَلَيْكَ بِوَصِيَّةِ الْنَّّبِىِّ   صلى الله عليه وسلم لِحُذَيْفَةَ –رَضِىَ الْلَّّهُ عَنْهُ- قَالَ: “فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَىَ أَصْلِ شَجَرَةٍ ، حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَىَ ذَلِكَ ” مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ .
فَالْتَزِم (مِنْهَاجَ الْنُّبُوَّةِ ) فِىْ الْكِتَابِ وَالْسُنَّّةِ عِلْما ً وَعَمَلَا ً ، وَاعْتَزَل الْفِرَقَ (الْأَحْزَابَ وَالْجَمَاعَاتِ كُلَّهَا ) وَتذكر أن النَّبِىَّ  صلى الله عليه وسلم( بَرِىءَ مِمَن فَرَّقَ دِينَهُ وَاحْتَزَبْ  ) كَمَا قَالَت أُمُّنَا أُمُّ سَلَمَةَ
 فَيُنَجِيَكَ الْلَّهُ رَبُّ الْعَالَمِيْنَ مِنْ فِتْنَةِ الْتَّحَزُّبِ .

وَنَسْأَلُ الْلَّهَ الْعَظِيْمَ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ الْفَتْنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
وَصَلَّىَ الْلَّهُ وَسَلَّمَ عَلَىَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَىَ آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ .