قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

سد ذرائع الشرك -بعض مظاهرالشرك في بلاد المسلمين.

 سد ذرائع الشرك:


الذرائع: جمع ذريعة، قال ابن القيم في "إعلام الموقعين": (والذريعة: ما كان وسيلة وطريقا إلى الشيء).
ومن محاسن الشريعة أنها منعت من المحرمات ثم سدت كل طريق يؤدي إلى هذا الحرام الممنوع، وسنتكلم عن منزلة سد الذرائع في الإسلام، ثم عن تفاوت كل ذريعة لتفاوت الأمور التي تنتهي إليها، فنقول وبالله التوفيق

منزلة سد الذرائع في الشريعة:

قال ابن القيم في "إعلام الموقعين": (وباب سد الذرائع أحد أرباع التكليف، فإنه أمر ونهي، والأمر نوعان: أحدهما مقصود لنفسه، والثاني وسيلة إلى المقصود، والنهي نوعان: أحدهما ما يكون المنهي عنه مفسدة في نفسه، والثاني: ما يكون وسيلة إلى المفسدة.
فصار سد الذرائع المفضية إلى الحرام أحد أرباع الدين) أ.هـ

سد الشريعة لذرائع الشرك:

وإذا كان باب سد الذرائع يعظم بعظمة الشيء الذي ينتهي إليه، فلا شك أن أعظم الذرائع هي الذرائع الموصلة إلى الشرك والمؤدية إليه.
وهناك أشياء كثيرة توصل إلى الشرك وتؤدي إليه، فمنع الشارع منها حماية لجناب التوحيد، وسداً للأبواب المناقضة له، من هذه الأشياء:
1- رفع القبور عن الأرض فوق المستوى المأذون فيه: فقد نهى الشارع عن ابتداء رفع القبور عن مقدار شبر كما وردت بذلك الأحاديث، وإذا رفعت فوق شبر فقد أمر الشارع بتسويتها مع بقية القبور، كل ذلك حفاظاً على جناب التوحيد وسداً للذرائع المناقضة له.
وسيأتي زيادة تفصيل في هذه المسألة إن شاء الله.
2- ومنها اتخاذ القبور مساجد أو دفن الموتى في المساجد: فقد حذر الشارع من هذا وهذا، ورتب الوعيد الشديد على فعله حتى إنه لعن فاعله، والعلة من ذلك هو الحذر من الوصول إلى عبادة هذه القبور.
3- ومنها تسريج القبور والبناء عليها والكتابة فوقها: فكل ذلك من أسباب الفتنة بها وتعلق القلوب بالموتى.
4- ومن ذلك إطراء النبي صلى الله عليه وسلم: وإطراؤه: هو المبالغة في مدحه والثناء عليه، ويدخل في ذلك من باب أولى الغلو في الصالحين.



مظاهر الشرك:


مقدمة في أهمية معرفة مظاهر الشرك:

وإننا سنستعرض بعض الصور الموجودة اليوم في واقع الناس وفي ذلك عدة فوائد، منها:
1- معرفة مدى المشابهة بين الشرك القديم والحديث، فقد قال الصنعاني في "تطهير الاعتقاد": (والنذر بالمال على الميت ونحوه والنحر على القبر والتوسل به وطلب الحاجات منه، هو بعينه الذي كانت تفعله الجاهلية، وإنما كانوا يفعلونه لما يسمونه وثناً وصنماًً، وفعله القبوريون لما يسمونه ولياً وقبراً ومشهداً، والأسماء لا أثر لها ولا تغير المعاني، ضرورة لغوية وعقلية وشرعية، فإن من شرب الخمر وسماها ماء، ما شرب إلا خمراً وعقابه عقاب شارب الخمر، ولعله يزيد عقابه للتدليس والكذب في التسمية).
2- ومنها بيان أن من ينكر وجود شرك القبور في مجتمعاتنا في هذا العصر فهو جاهل بواقع الأمة وإن زعم أنه من فقهاء الواقع.
3- ومنها أنه ينبغي الجد والاجتهاد في محاربة الشرك وتصفية مظاهره من مجتمعاتنا.
4- ومنها استشعار طلاب العلم المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقهم تجاه دين الله.
5- تشخيص المرض وتحديد الداء الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه لعل الأمة تسعى في علاجه.
إلى غير ذلك من المصالح، فنقول وبالله التوفيق:


مظاهر الشرك

1- انتشار الأضرحة في البلاد الإسلامية:

إن أضرحة القبور منتشرة في بلاد المسلمين بصورة مذهلة وشيء مخيف، فمجتمعاتنا تعج وتضج بها.
1- فالأضرحة التي تنتشر في مدن مصـر فقط نحو ستة الآف ضريح مفرقة في عدة مناطق، وعليه فمن الصعب أن يمر يوم في السنة دون أن يكون هناك احتفال بمولد ولي في مصر، حضر في مولد البدوي فقط عام 1996م قرابة ثلاثة ملايين إنسان من السنة والشيعة، وهو أكثر من عدد الحجاج الذين ذهبوا لأداء فريضة الحج لذلك العام.
2- وفي الشام قدر مائة وأربعة وتسعين ضريحاً في دمشق وحدها فقط، المشهور منها قدر أربعة وأربعون، منها قبر الوثن الكبير: (محي الدين ابن عربي) الذي يزوره الناس من كل القارات.
3- وفي العراق في بغداد وحدها في أوائل القرن الرابع عشر كان يوجد أكثر من مائة وخمسين جامعاً قل أن يخلو جامع من ضريح.
وفي الموصل وحدها يوجد أكثر من ستة وسبعين ضريحاً مشهوراً كلها داخل جوامع، وهذا كله بخلاف الأضرحة الموجودة في المساجد والأضرحة المفردة.
4- وفي اليمن كثير من الأضرحة والقبور، ففي عدن أضرحة منها قبر العيدروس يزوره كل سنة الآلاف من الناس من كل مكان من اليمن وخارجها، ومن عجيب ما يذكر أنه اتصل مرة رجل من أهل مكة برجل من أهل عدن وكلاهما من أهل الزيارات، فسأله الذي في مكة عن زيارة العيدروس، فأخبره من في عدن عن الجموع التي حضرت في الزيارة، فقال له صاحب مكة: (يا ليتني كنت معكم) !!!
ومثلها تعز وإب وضواحي صنعاء وصعدة وتهامة وشبوة وغيرها من المناطق.
ومنها حضرموت - ولاسيما تريم – فإن ما يحصل عند بعض قبورها من الطقوس وأصول الزيارة ما يجعل السامع والمشاهد يحكم بأنهم يحجون الأضرحة حجاً، ويعتقدونها منسكاً.
قال ابن القيم في "إغاثة اللهفان": (وقد آل الأمر بهؤلاء الضلال المشركين إلى أن شرعوا للقبور حجاً ووضعوا له مناسك، حتى صنف بعض غلاتهم في ذلك كتاباً وسماه: (مناسك حج المشاهد) مضاهاة منه بالقبور للبيت الحرام، ولا يخفى أن هذا مفارقة لدين الاسلام ودخول في دين عباد الأصنام).
5- وفي الآستانة عاصمة السلطنة العثمانية يوجد أربعمائة وواحد وثمانون ضريحاً، لا يكاد يخلو جامع فيها من ضريح، أشهرها الجامع الذي بني على القبر المنسوب لأبي أيوب الأنصاري في الآستانة (وهي القسطنطينية).
6- وفي الهند يوجد أكثر من مائة وخمسين ضريحاً مشهوراً يقصدها الآلاف من الناس.
وهذا غير الأضرحة الموجودة في أوزبكستان، وهي أضرحة ومزارات منسوبة إلى الصحابة والمشايخ ورجال العلم، وفي إفريقيا ومنها السودان وأريتيريا والسنغال وغيرها.

2- فساد العقائد والأخلاق:

وفي كثير من البلاد الإسلامية يأتي الناس من كل فج عميق إلى هذه الأضرحة بعد ترقب كبير لأيام الزيارة والتي تسمى بالموالد، فمنهم من يأتي من بلاد بعيدة ومنهم من يأتي من بلاد قريبة، يأتون حاملين معهم أحسن ما يملكون من الأغنام والأبقار والسكر والشاي والبن والشمع والزيت وغير ذلك من أنواع النذور، ومنهم من يأتي بجزء من مهر ابنته للولي، كل هذه القرابين يقدمونها لأصحاب هذه القبور، فيذبحون الأنعام ويطبخون الطعام ويصبون أصناف الألبان على الأضرحة، ويمكثون الأيام والليالي عندها.
وعند كثير من هذه الأضرحة وقريب منها حـرم كبير يلجأ إليه الخائفون، ويهرب إليه المجرمون ليأمنوا فيها من الخوف والمطاردة، يخلع الناس فيه نعالهم فلا يدخلون بها، كالقبر المنسوب إلى النبي هود كذباً فعنده تحصل من الشركيات ما يبكي له قلب الموحد، ومن العجائب أن الزوار يجدون لوحة كتب عليها: (الدخول للمسلمين فقط) مضاهاة بالحرم.
ولها سدنة يقومون بتطويف الزائرين على ضواحي الضريح، وفي بعض البلاد كبنجلاديش هناك سدنة لا يلبسون إلا القليل من الثياب التي تستر عوراتهم فقط، ويطلقون شعورهم ولحاهم وشواربهم دون غسل أو حلق لما لابد له من حلق، ولا تنظيف، ثم تختلط النساء ويعاشرهم هؤلاء الرجال معاشرة الأزواج طلباً للبركة.
ثم يقومون بالطواف بها، وبأخذ أتربتها والتبرك بها وتعفير الوجوه به، ويقومون بقطع ما يقدرون عليه من خرقها، ثم التمسح بجدران الضريح والسياج المحيط به ثم يمسحون أيديهم بأجسادهم.
وتلقى هناك المحاضرات، والندوات تلبيساً وتضليلاً، وهذا أسوأ بكثير مما لو كانت بدون ذلك، لأنهم يستدلون على هذا الباطل، ويلبسونه بما يشبه ثوب الحق.
ومن الفساد العقدي ما يفعله بعض الناس في بعض قرى مصر من تسييب بعض العجول للولي الفلاني، فلا يزال سائباً يرعى في حقول البلد يأكل ما يشتهيه، ولا يقدر أحد على أن يتعرض له، أو يطرده من المراعي خوفاً من الولي الذي هو في حمايته حتى يأتي مولده فيأخذه السدنة سميناً معلوفاً ويذبحونه لأنفسهم.
وأما الفساد الأخلاقي من الزنا واللواط فشيء لا نقدر على وصفه من التفاصيل، والتي سببها الاختلاط بين الرجال والنساء، وحصول الرقص بين الجنسين والغناء من الطرفين، نسأل الله السلامة والعافية.
على أن أحسنهم حالاً هو من يجامع زوجته بين هذه الأضرحة بدعوى نيل البركة.
وكثير من هذه الزيارات تحميها بعض الحكومات لأنها تدر عليها الكثير من الأرباح المالية الهائلة، حيث تقوم بتنظيم سير الناس وحركة السيارات.

3- تعلق القلوب بهذه الأوثان وأسبابه:

1- خضوع القلوب عند هذه الأوثان له صور كثيرة: فمنهم من يقوم بالإلحاح على المقبور بالدعاء ولو أدى إلى البكاء والصريخ والعويل، ومنهم من يسجد لها من دون الله، ومنهم من يطيل العكوف عندها ولو أياماً كثيرة، ومنهم من يرمي العرائض - وهي شكاوي مكتوبة – على هؤلاء المقبورين، ومنهم من بلغ التعلق ببعضهم ما دفعه أن يقول: (دعوت الله ست سنوات ليهب الولد، فلم أرزق، فدعوت شيخي فلاناً فرزقت بتوأمين) !! ومنهم من يحلف بأسماء أوليائهم تعظيماً ولا يحلف به إلا صادقاً، في الوقت الذي يحلف بالله ولو كاذباً، ولذلك لو يحلف المرء بالله سبحانه وتعالى لا يصدق عند هؤلاء القبوريين حتى يحلف بالولي الفلاني كما ذكر الصنعاني نحوه في "تطهير الاعتقاد".
ومنهم من يعتقد أن مدينته محروسة بأولياء من جنس (حرس الحدود)، فقد قال بعضهم: (إن أرض الشام يحرسها من الآفات أربعة من الأولياء الذين يتصرفون في قبورهم) !!
وقد قرأت لصحفي في جريدة مشهورة عندنا في عدن يقول: (إن عدن محروسة بالعيدروس) !! والله عز وجل يقول: (قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون).
ويزيد الطين بلة أن بعض فقهاء الشريعة متأثرون بمثل هذه الوثنية، فقد ذكروا أن هناك من مشايخ بعض الجامعات الموجودة في بلاد المسلمين لما رأوا أن المشيخة نزعت من فقهاء الشافعية ذهبوا إلى قبر الشافعي فعكفوا عنده حتى رجعت إليهم المشيخة.
ومن ذلك أن هؤلاء الأولياء ملاذ الكثير من الناس عند نزول الضرر، حتى قال قائلهم:
يا خائفين من التتر لوذوا بقبر أبي عمر
لوذوا بقبر أبي عمر ينجيكم من الضرر
وهناك من الأضرحة ما هي مدفونة في المساجد أو قريبة منها، فيمر بها العوام بعد كل فريضة.
2- وقد ذكر ابن القيم في "إغاثة اللهفان" (1/215) أسباب تعلق هؤلاء بهذه الأضرحة فقال:
(فإن قيل: فما الذي أوقع عباد القبور في الافتتان بها مع العلم بأن ساكنيها أموات لا يملكون لهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياتاً ولا نشوراً ؟
قيل: أوقعهم في ذلك أمور، منها: الجهل بحقيقة ما بعث الله به رسوله بل جميع الرسل من تحقيق التوحيد وقطع أسباب الشرك.
ومنها: أحاديث مكذوبة مختلقة وضعها أشباه عباد الأصنام من المقابرية على رسول الله تناقض دينه وما جاء به: كحديث: (إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور) وحديث: (لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه) وأمثال هذه الأحاديث التي هي مناقضة لدين الإسلام وضعها المشركون وراجت على أشباههم من الجهال الضلال والله بعث رسوله يقتل من حسن ظنه بالأحجار وجنب أمته الفتنة بالقبور بكل طريق كما تقدم.
ومنها: حكايات حكيت لهم عن تلك القبور: أن فلانا استغاث بالقبر الفلاني في شدة فخلصه منها وفلانا دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت له، وعند السدنة والمقابرية من ذلك شيء كثير يطول ذكره وهم من أكذب خلق الله تعالى على الأحياء والأموات) أ.هـ باختصار.

4- أكثر هذه الأضرحة مكذوبة، ولا حقيقة لها:

وأكثر هذه القبور والأضرحة لا حقيقة لها بل هي مكذوبة: منها قبر علي بن أبي طالب: الموجود في النجف فقد ذكر شيخ الإسلام أن علياً قبر بقصر الإمارة بالكوفة، حيث قال كما في "مجموع الفتاوى" (27/493): (ومنها قبر علي رضي الله عنه الذى بباطن النجف، فإن المعروف عند أهل العلم أن علياً دفن بقصر الإمارة بالكوفة، كما دفن معاوية بقصر الإمارة من الشام، ودفن عمرو بقصر الإمارة، خوفاً عليهم من الخوارج أن ينبشوا قبورهم، ولكن قيل أن الذى بالنجف قبر المغيرة).
ومنها قبر الحسين: فقد ذكر شيخ الإسلام أن قبره بالقاهرة مكذوب عليه، حيث قال كما في "مجموع الفتاوى" (27/451): (كذب مختلق بلا نزاع بين العلماء المعروفين عند أهل العلم، الذين يرجع إليهم المسلمون في مثل ذلك لعلمهم وصدقهم) بل ذكر رحمه الله كما في (27/485،493) أن جماعة من العلماء كذبوه، وأن بعضهم ذكر أنه قبر نصراني.
ومنها قبر السيدة زينب في القاهرة: فالسيدة زينب ماتت بالمدينة ودفنت بالبقيع، والقبر المنسوب إليها في الشام وهو أقدم من القبر المنسوب إليها في القاهرة ومع هذا فكلاهما كذب لأنها لم تطأ أرض مصر كما ذكر المؤرخون.
ومنها قبر عبد الرحمن بن عوف المنسوب إليه في البصرة، فقد مات في المدينة ودفن بالبقيع.
ومنها قبة في نصيبين وهي في الشام (جنوب تركيا حالياً) وهذه القبة على قبر منسوب لسلمان الفارسي، مع أنه قد مات في المدائن.
وقبر أبي بن كعب في دمشق: قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (27/460): (وكذلك بدمشق بالجانب الشرقي مشهد يقال إنه قبر أبى بن كعب وقد اتفق أهل العلم على أن أبيا لم يقدم دمشق وإنما مات بالمدينة فكان بعض الناس يقول إنه قبر نصراني وهذا غير مستبعد).
ومنها قبر أبي الدرداء: المدفون في مدينة الإسكندرية، فإن أهلها يجزمون أن المقبور عندهم هو أبو الدرداء، وأهل العلم يقطعون أنه ليس هو أبا الدرداء.
وهناك الكثير من القبور المنسوبة إلى كثير من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والدين وهي كذب لا صحة لها تأريخياً.
تراجع: "مجموع فتاوى" شيخ الإسلام (المجلد رقم 27 مجلد الزيارة)، وغيرها.

5- الأشياء التي يعتمدون عليها في إثبات هذه الأضرحة إلى أصحابها:

هناك أمور يعتمد عليها هؤلاء القبوريون في إثبات هذه القبور لفلان وفلان وإثبات الولاية لأصحابها، منها:
1- الرؤى المنامية: أي: أنهم رأوا في المنام أن هذا قبر فلان بن فلان.
2- ودعوى أنهم وجدوا ريحاً طيبة تخرج من هذه القبور: أي: مما يدل على أن هذا القبر هو لولي من الأولياء.
قال شيخ الإسلام كما في "مجموع الفتاوى" (27/61-62): (وغالب ما يستند إليه الواحد من هؤلاء أن يدعى أنه رأى مناماً، أو أنه وجد بذلك القبر علامة تدل على صلاح ساكنه إما رائحة طيبة وإما توهم خرق عادة ونحو ذلك، وإما حكاية عن بعض الناس أنه كان يعظم ذلك القبر).

6- بعض عجائب اعتقادات القبوريين:

1- منها أن الولي الواحد قد نجد له عدداً من الأضرحة في عدة بقاع من بلاد المسلمين وغيرها، وقد قال القبوريون مبررين سبب تعدد هذه الأضرحة: إن الأرض لأجسام الأولياء كالماء للسمك، فيظهرون بأماكن متعددة في الشام ومصر والعراق وتزار كل هذه الأمكنة وإن تعددت الأضرحة لرجل واحد.
2- ومنها ارتياد الناس في بنجلاديش لمزارات فيها سلاحف وتماسيح يعتقد بعض الجهال فيها النفع والضر، فيقدمون لها أنواع الأطعمة لها أملاً في الحصول على وظيفة أو غير ذلك، وتحرص بعض النساء على مس هذه الحيوانات أملاً في حدوث الحمل والذرية، وسبب هذا الاعتقاد أنهم يرون أن هذه تحولت من أولياء صالحين إلى سلاحف وتماسيح.
3- وهناك مزارات تحتوي على أشجار يعتقد فيها، وتعلق على أغصانها الخيوط والخرق.
4- وهناك ضريح في السودان في (ود مدني) للشيوعي الصيني يانغ تشي تشنج.
5- قبر جلال الدين الرومي بالقاهرة كتب على قبره: (صالح للأديان الثلاثة) !! أي: يصلح لزيارة المنتسبين للمسلمين اليهود والنصارى، وغيره إنما خاص بديانة واحدة.
6- ومن العجائب التي يتعجب منها المسلم هو أن في هذه الأضرحة أنواعاً من التخصصات، فهناك من الأولياء ما هو متخصص بأمراض العظام، ومنها ما هو متخصص في العقم، وآخر في تزويج العانسات، وآخر في إعانة طلاب المدارس الذين يمرون بالامتحانات، إلى غير ذلك.

7- أسباب انتشار هذه المزارات:

وانتشار هذه المزارات لها أسباب، منها:
1- الكسب المادي الكبير الذي يعود على سدنة هذه الأضرحة.
2- الترويج لها ممن فسدت عقائدهم، وتعلقت بها قلوبهم.
3- ترويج أعداء الإسلام لمثل هذه المزارات، ونشرها في مجتمعات المسلمين، لغرض إبقاء المسلمين مأسورين لمثل هذا الضعف العقدي.

 

الشــــــركُ

حقيقته، وأنواعه، ومظاهره.

كتبه:

أبو عمار علي الحذيفي حفظه الله.

 

بتصرف