قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

التساهل في تضييع صلاة الفجر .. ! الشَّيخِ عَبْدُ الرَّزِاق البَدْر

بعض الناس قد يستكثر من العلوم، والحفظ والمذاكرة لكن تفقده خاصَّةً في صلاةِ الْفَجْر تفقِده كثيراً.
إذا كانتِ الفريضة العظيمة تُضيَّع التي أعْظم أركان الإسلام بعد الشهاديتن، وأول ما يُسْأَل عنه يوم القيامة، أول ما يُسأل عنه الصلاة، إذا كان مُضيِّعاً لها هذه الفريضة، أَيْنَ أثَر العِلم ؟
يُفْتَقَد في صلاةِ الْفَجر والصحابة -رضي الله عنهم- كما جاء عن ابن مسعود إذا افتقدوا الرجل في صلاة الفجر إتَّهَموه بالنفاق؛ أثقل الصلوات عنِ المنافقين صلاة الفجْر وصلاة العشاء.
وفي زماننا هذا؛ زمن السَّهر بالليل كثيراً ما تُضيع صلاة الفجر وكثيراً ما يُفرط فيها.
وربما بعضهم يسهر الليل في نقاشات علمية في بعض المسائل أو في بعض الموضوعات ثُم يَنَام عن صَلاَةِ الْفَجْرِ.
لو كان يَسهر الليل على القرآن، حِفظا له وقراءةً له، إذا كان على حِساب صلاة الفجر كان سَهَرُهُ مُحرَّم، ولاَ يَحِلُّ له وَيَأثَم على ذلك السَّهَر. وأكثر صلاة تُضَيَّع في هذا الزمان صلاة الفَجر هي أفضل الصلوات على الإطلاق. أَتدرونَ ما هِي ؟
جاء في الحديث وقد حسَّنه الألباني –رحمه الله- في بعض كُتُبه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أفضل الصلوات صلاة الفجر يوم الجُمُعَة في جماعة)). حسنه الألباني بهذا اللفظ.
وصلاة الجُمُعَة في جماعة هي أكثر الصلوات تُضيع الآن، وليُسأل عن هذا أئمة المساجد.
لأن ليلة الجمعة، ليلة إجازة، ليلة سهر، يسهر الناس إلى وقت متأخر ثم ينامون في وقت متأخر من الليل وينامون عن هذه الصلاة.
والجيد منهم يأتي لهذه الصلاة متأخِّراً كسلاناً، يأتي وَرَأسُه مُثقَل بالنَّوم مُتعب ولا يُؤدِّي هذه الصلاة كما يَنْبَغِي.
وإذا كان يعلم من إمامِ مَسْجِدِه أنَّه يَقِرأ في ذَلِكَ اليَوْم السَّجِدة وهل أتَى، فإنه لا يأتي إذا كان يُواضب إلاَّ في نهاية الركعة الثانية.
أين ثَمَرَةُ العِلْم إذا كان المقام والخطب مُتعلَّق بفريضة هي أول ما يُسْأل عنه العبد يوم القيامة ؟
وَمَن ضَيَّعها كان لما سِواها أَضْيَع.