قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

نصيحة للاخوة و الاخوات من سماحة الوالد ربيع السنة

.. قيل و قال هذه و الله دمار ، كثرة القيل و القال ..
كثر القيل و القال الآن في صفوف السلفيين ، القيل و القال الضار ماهو ترداد العلم و ترداد النصوص و الفقه في الدين و نقل الأعمال الصالحة و الأخلاق العالية و إنما قيل و قال مما يؤذي و يضر و قد تضررت الدعوة السلفية كثيرًا هنا و هناك بكثرة القيل و القال .
فعليكم بالعلم يا إخوة و عليكم بالعمل و الدعوة إلى الله بحكمة ، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بحكمة و علم و لأهداف سامية .
و القيل و القال للانتقام للنفس و الأغراض الشخصية و الأهواء الجامحة هذا شر ينبغي أن نحذره يا إخوة لنرضي ربنا سبحانه و تعالى و نتجنب سخطه ، لأن كثرة القيل و القال يدخلها أغراض نفسية ، و قد يوهم الشيطان الإنسان أنه يتكلم لله و هو يتكلم لنفسه و يدعوا إلى نفسه و يسخط لنفسه و.. إلخ و يوهم الشيطان أن هذه الأعمال لله فليحذر نزغ الشيطان و ليحاسب نفسه و يوطن نفسه على الإخلاص لله و قصد وجه الله تعالى فيما يقول و فيما يفعل في مواقفه و تصرفاته و لا سيما في ميدان الدعوة لأن الله أمرنا أن نخلص له الدين ؛ فالمسلم الصادق الناصح لله و لكتابه و لرسوله يكون مخلصًا لله في كل ما يقول و في كل ما يفعل و هذا يحتاج إلى مراقبة النفس بل إلى تربية النفس و الملاحظة لها و الدقة في الملاحظات فإن الشيطان قد يتدخل و يوهم هذا الإنسان المسكين أنه يعمل لله و هو يعمل لنفسه فليحذر كل الحذر ، و لهذا كان السلف أشد ما كانوا يعانون النية .. النية كانت صعبة عليهم وهم يشعرون بهذه الصعوبة لأن عندهم إحساس قوي و عندهم عزم قوي على الإخلاص لله فالذي لا يشعر بهذه المشقة في الإخلاص يمكن لا يفكر في ذلك كيف يجد مشقة و هو لا يفكر فيه ؟
....
افهموا هذه الأشياء يا إخوتاه ووطنوا أنفسكم على الإخلاص لله و الابتعاد عن القيل و القال التي ترافقه الأغراض و التي لا تحمله إلا الشر و لا تضمر إلا التصدع و التفرق و لا شك أنه كثر القيل و القال في السلفيين فأدى إلى تفرق كثير منهم فاحذروا غاية الحذر من الأقوال الضارة الناتجة عن حب القيل و القال الذي يسخط الله تبارك و تعالى و التزموا آداب الإسلام و آداب السلف الصالح الذين نشر الله بهم الإسلام و حفظ بهم الإسلام و لولا إخلاصهم و صدقهم في نياتهم لما وجدنا هذا الخير العظيم و لما انتشر هذا الخير العريض و لكن بصدقهم و إخلاصهم و بأخلاقهم العالية و انتشر الإسلام و حفظ الإسلام .. و هذا الفرق الشاسع بين طلاب العلم في العهد الذي أدركناه و بين طلاب العلم الآن تجد فرقًا كبيرًا كثرت الخلافات ، كثر الشغب كثر القيل و القال أوهن الدعوة السلفية و أضعفها و أفرح خصومها فلا تشمتوا بأنفسكم ولا بدعوتكم المتربصين، كونوا عقلاء و نبهاء و شرفاء ، بارك الله فيكم ، الدعوة هذه تحتاج إلى رجال يتحلون بهذه التوجيهات و بهذه الأخلاق التي علمنا إياها الرسول صلى الله عليه و سلم (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فهذه شهادة من الله سبحانه و تعالى لهذا الرسول أنه على خلق عظيم و هو أسوتنا : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) فمن كان يرجو الله و اليوم الآخر يتأسى بالرسول في عقيدته و عبادته و أخلاقه.
و الأخلاق يا إخوتاه هذه مهمة جدًا يقول الرسول صلى الله عليه و سلم: (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فعليكم يا إخوتي بمكارم الأخلاق ومنها ما أشار إليها من الحلم و الصبر و الصفح و طهارة القلوب من الحقد و الغل و حب الانتقام إلى آخر الصفات الذميمة و إلى آخر الصفات الحميدة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان و الذميمة التي يجب أن يتخلّى عنها الإنسان و أن يربأ بنفسه عنها.
بهذا يا إخوة تتماسكون و تتآخون و تتحابون و يكون المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر.اهـ

الشيخ ربيع –حفظه الله- في شريط بعنوان إن الله يرضى لكم ثلاثة د 53:10: