قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الحرص على هداية الناس

قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.:

أيها المؤمن  إذا رأيت أحدا وقع في معصية فلابد أن تبذل له السبب، وإذا نظرنا أيها الإخوة في زماننا هذا وجدنا أن كثيرين يسمعون بأناس وقعوا في معصية، فتجده يقول هذا وقع في كذا وكذا وهذا يذهب ويسافر ويفعل كذا وكذا، وهذه العائلة حصل منها كذا و كذا، وتراه ينتقد بشدة ويسب، وربما استهزأ والعياذ بالله، وإذا سألته ما الذي عملته لإخوانك في تركهم لهذه الذنوب؟ تجده يقول: لم أفعل شيئا.
إذن كان وسيلة من وسائل الشيطان أيضا لأن النبي صَلَّى الله عليه وسلم كما قال «من قال هلك الناس فهو أهلَكهم» يعني كان بمقامه ذلك سببا في هلاكهم، والنبي صَلَّى الله عليه وسلم نهى أن نتحدث بكل ما سمعنا فقال عليه الصلاة والسلام «من حدث بكل ما سمع فهو أحد الكاذبَيْن» أو قال «أحد الكاذبِين»، فلابد أن نسعى في إصلاح الغلط وفي نصح أهل الذنب وأن نكتم الذنوب وننشر الخيرات، إذا رأينا رجلا عنده الخير فلنقل فعل كذا وكذا من الخير فإنه بذلك ينتشر الخير ويكون الناس يقتدي بعضهم ببعض في الخير، وأما إذا نشرنا الشر فإن الناس يتساهلون فيه وبه، فيقول نعم فلان فعل كذا من المعاصي وهذا فعل كذا وهذا فعل كذا فيظن الظان أن الشر أكثر من الخير فيتساهل بالشر فيُقبل عليه.

 

 شريط بعنوان وصايا أبي الدَّرْدَاء رضي الله عنه.