قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

اسألوا المساكين والشيوخ والعجائز واليتامى .. هل هم راضون عن هذه الفتن ونتائجها..!!؟

من كلام الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.

قال :
إن هذا الصنف من أذناب الغرب ينكر على السلفيين الصادقين التمسك بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح في معاملة الحكام العادلين والظالمين الذين لم يخرجوا من دائرة الإسلام إلى الكفر البواح ويتساءلون كيف سيتعامل السلفيون مع الحكام الجدد؟، وجوابنا عليهم أننا ثابتون على منهجنا الإسلامي المنبثق من كتاب الله ومن سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم -، والذي سار عليه سلفنا الصالح في العقائد والعبادات والمعاملات والسياسة، لن نزيد ولن ننقص من ذلك شيئاً.
ولسنا مثلكم كالحرباوات نتلون ونتشكل مسايرة للمتغيرات وتقلبات الأوضاع والحكومات.
ومن بوائق هذا الصنف أنهم يتهمون السلفيين بأنهم يؤيدون القذافي الليبي والأسد السوري ونظامه النصيري الباطني وقد أسرفوا في ترداد هذا الإفك وينشرونه في المواقع.
وكذبوا وأفكوا، فعلماء المنهج السلفي يكفرون القذافي وهذا النصيري وطائفته النصيرية الباطنية، ولقد صرّحت بهذا في مجالسي ودروسي مراراً وتكراراً، وأعتقد أن هذا الصنف يعلم هذا جيدا، ولكنهم قوم بهاتون، ومناهجهم الفاسدة تبيح لهم هذا البهت .
أما موقفنا من المظاهرات وما ترتب عليها من فوضى ومذابح ومجازر ذهب ضحيتها ألوف مؤلفة من الأرواح في ليبيا وسوريا.
وكم انتُهكت من الأعراض وكم شُردت مِن الأسر وكم دُمرت مِن الممتلكات في هذين البلدين .
اسألوا المساكين والشيوخ والعجائز واليتامى الذين قتل آباؤهم في هذه الحروب، والأرامل اللاتي هلك أزواجهن في هذه الفتن وخلفوا لهن أطفالاً يتامى، اسألوا هؤلاء جميعاً هل هم راضون عن هذه الفتن ونتائجها الخطيرة التي تأتي على الأخضر واليابس؟
موقفنا من هذه الأمور الاستنكار الشديد وتبرئة الإسلام من هذه الجاهليات التي يرتكبها نظام هذين البلدين وحكامها.
ويشاركهم في أوزار ذلك خصومهم دعاة الحرية والديمقراطية المتسببون في هذه الفتن.
ونحذر السلفيين وكل من يستجيب لصوت الإسلام من المشاركة في هذه المذابح وما رافقها من تدمير وهتك واسع للأعراض وتشريد لآلاف الأسر؛ لأن الإسلام يحرم هذه الأعمال المتناهية في الوحشية، ويدين أهلها، ولا ناقة له فيها ولا جمل .
فبداية هذه الجرائم الديمقراطية والدكتاتورية ونهايتها الديمقراطية التي قد تتحول إلى دكتاتورية .
نسأل الله أن يجعل لهذين الشعبين فرجاً ومخرجاً، وأن يوفقهما للتمسك بالإسلام والاعتزاز به، وأن يريحهما من هذه الفتن الهوجاء المدمرة، وأن يحمي بلاد الإسلام من هذه الفتن والشرور.

منقول من مقال بعنوان :
(التحذير من الفتن والديمقراطية ومشتقاتها)