قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الحقوق...!!؟

.. إن الناس يحتاجون حاجة ماسة إلى التذكير بحقوق الله جل و علا، و حقوق الرسول صلى الله عليه و سلم، و حقوق الوالدين، و حقوق الأقارب و الجيران، و حقوق كبار السن...الى غير ذلك من الحقوق.

و التذكير بهذه الحقوق بوابة للخير و طريق للصلاح و الفلاح، فالمسلم اذا ذُكِّر تذَكَّر، و اذا دُلَّ الى الخير اهتدى، و الله جل و علا يقول: { و ذكر فإن الذكرى تنفع المومنين}.

و ليُدرك المسلم جمال هذه الشريعة المباركة شريعة الاسلام، و أن هذا دين العدل، و دين إعطاء كل ذي حق حقه كما قال تعالى:{ إن الله يأمركم بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون}.

و ليتأَتَّى للمسلم القيام بها إذ إِنِّ فاقد الشيء لا يعطيه، فمن لا يعرف حق الله عليه، او حق الرسول صلى الله عليه و سلم، او حق الوالدين، او حق الجيران، او حق كبار السن، او غيرهم كيف يؤدي حقوقهم؟! و كيف يكون عدلا؟

و لهذا كان من اهم المهمات، و آكَد الواجبات العناية بمعرفة الحقوق، و أن تكون عناية المسلم بها و معرفتها بقصد فعلِها و القيام بها وافية تامة، و لا بد كذلك أن يؤدِّيها عبادة لله تبارك و تعالى و تقربا إليه، لا أن تكون هذه المعرفة لمجرد الاطلاع و مزيد المعرفة و كثرة العلم و نحو ذلك؛ فهذا ليس مقصود العلم، و إنما مقصود العلم العمل.

ولهذا يقول علي بن ابي طالب رضي الله عنه: " يهتفُ العلم بالعمل، فإن أجابَه و إلاَّ ارتحل".



 حقوق كبار السن في الاسلام - الشيخ عبد الرزاق البدر