قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

العلم لايؤخذ عن كل من هبّ ودرج


... والأشخاص الذين ينتسبون إلى الدَّعوة يجب أن يُنظر فيهم‏:

أين دَرَسوا‏؟‏
ومِن أين أخذوا العلم‏؟
‏وأين نشؤوا‏؟‏
وما هي عقيدتهم‏؟‏
وتُنظرُ أعمالُهم وآثارهُم في الناس، وماذا أنتجوا من الخير‏؟‏
وماذا ترتَّب على أعمالهم من الإصلاح‏؟

يجب أن تُدرس أحوالهم قبل أن يُغتَرَّ بأقوالهم ومظاهرهم، هذا أمر لا بدَّ منه، خصوصًا في هذا الزَّمان، الذي كثر فيه دعاة الفتنة، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم دعاة الفتنة بأنهم قومٌ من جلدتنا، ويتكلَّمون بألسنتنا، والنبي صلى الله عليه وسلم لما سُئِلَ عن الفتن؛ قال‏:‏ ‏(‏دُعاةٌ على أبواب جهنَّمَ، من أطاعَهُم؛ قذفوه فيها‏)‏ ‏[‏رواه البخاري في ‏"‏صحيحه‏"‏ ‏(‏8/92-93‏)‏ من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه‏.‏‏]‏، سمَّاهم دُعاةً‏!‏
 فعلينا أن ننتبه لهذا، ولا نحشُدَ في الدَّعوة كلَّ من هبَّ ودبَّ، وكل من قال‏:‏ أنا أدعو إلى الله، وهذه جماعة تدعو إلى الله‏!‏ لا بدَّ من النَّظر في واقع الأمر، ولا بدَّ من النَّظر في واقع الأفراد والجماعات؛ فإنَّ الله سبحانه وتعالى قيَّد الدَّعوة إلى الله بالدَّعوة إلى سبيل الله؛ قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ ‏[‏يوسف‏:‏ 108‏.‏‏]‏؛ دلَّ على أنَّ هناك أناسًا يدعون لغير الله، والله تعالى أخبر أنَّ الكفَّار يدعون إلى النار، فقال‏:‏ ‏{‏وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُوا إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 221‏.‏‏]‏؛ فالدُّعاة يجب أن يُنظَرَ في أمرهم‏.‏
 قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب رحمه الله عن هذه الآية ‏{‏قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ‏}‏‏:‏ ‏"‏فيه الإخلاصُ؛ فإنَّ كثيرًا من الناس إنَّما يدعو إلى نفسه، ولا يدعو إلى الله عز وجل‏"‏ ‏(2).‏
_______________

المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان

 

*******

 

و قال الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين - رحمه الله -:
   
" الكتيبات كثيرة ، وكثيرة أيضاً من أناس مجهولين لا يعلم عنهم سابق علم ، ولا سابق فقه ،  فيحصل فيها إذا خالفت الحق ضرر على العامة ، ولهذا أنا أنصح أن لا يتلقى من هذه الكتيبات إلا من عرف أصحابه ، وأنهم من العلماء الموثوقين بهم ديناً وعلماً حتى لا يضل ، وكما قال بعض السلف : " إن هذا العلم دين ، فانظروا عمن تأخذون دينكم "فالمسألة ليست بهينة فأرى أن الإنسان وخصوصاً من ليس عنده علم كافٍ ، أن لا يقتني هذه الكتيبات ، وأن يرجع إلى كتب أهل العلم الموثوق بعلمهم وأمانتهم ،وقد وجدت رسائل أطلعنا على بعضها فيها كلام في العقيدة غير صحيح وأحاديث ضعيفة أو موضوعة والعامة وطالب العلم الصغير لا يدرك هذا ولا يدري عنه " اﻫـ .



(وصايا وتوجيهات لطلاب العلم) (ص - ٣٨٢) .