قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

رسالة إلى من تمسك بالحق ودعا إليه وصبر على الأذى فيه

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد.....
رسالة تذكير إلى كل من تمسك بالحق والهدى ، واتبع السنة وترك الهوى والبدع وأهلها ، يجب أن تعلم أن هنالك بعض الأمور قد تواجهك ومن هذه الأمور:
 
* ان المتمسك بالسنة في هذه الأزمنة لابد أن يلاقي أذى ، وقد يلاقي تعبا ومشقة وربما يضطهد ويؤذى. وقد يمكن لأهل الكفر وأهل البدع والضلال ويتسلطون على أهل السنة بكل الحيل والمكر. وكل هذا بسبب الجهر بالحق وإظهار السنة والتمسك بها ، ونصرة الحق وأهله والدفاع عن علماء أهل السنة والدفاع عن العقيدة الصحيحة.

** ويجب أن تعلم أن هذا الأمر قد أصاب الأنبياء والرسل والصحابة والتابعين ، قال الله تعالى:
( أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ ) فتشتد هذه الفتن والأذى حتى على الرسل وعلى أتباع الرسل .
وقال الله تعالى (أمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) هل تحسبون أنكم ستتركون من غير ابتلاء؟ لا بد من ابتلاء. وذلك ليرفع الله تعالى درجته، وليجزل مثوبته.
وقال الله تعالى (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) هذا الابتلاء وهذا الامتحان يظهر به من هو صادق ومتمسك بالحق ومن هو كاذب متبع الهوى .

** وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ( أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، يبتلى الرجل على قدر دينه وعلى قدر صلابته في دينه وعلى قدر تمسكه بدينه، فإن كان في دينه صلابة شدد عليه وإلا خفف عنه) وهكذا المؤمنين يبتلون كما تبتلى الأنبياء .

** ومن نظر في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وجد الابتلاء والامتحان في حياته قبل الهجرة وبعدها. فلا بد أن ينالك بلاء ويجب أن تصبر كما صبر الأنبياء .

*** واعلم يا أخي الكريم أنك إذا صبرت واحتسبت وتمسكت بالسنة ولم تبال بمن آذاك ولم تبال بمن خالفك وعلمت بأن هذه سنة الله تعالى في خلقه ، فسيكون لك أجر كبير إن شاء الله، وسيكون النصر قريب.

*** واعلم أخي الكريم أن تمسكك بالحق وصبرك على البلاء مما بفرح القلب بهذه الدنيا ، لأنك إذا ابتليت فأنت ممن أراد الله بك خيرا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ) ولا شك أن المؤمن عندما يلتزم الصبر على ما يصيبه، ويعمل بما أمر به ويظهر دينه ولا يبالي ولا يخاف في الله لومة لائم فإنه بذلك يكون من القائمين بأمر الله ومن الذين ينالهم الأجر.

*** واعلم أن الواجب على كل مسلم الصبر على الجهر بالحق وعلى تغير المنكر حسب استطاعته، وتحمل ما أصابه ويعرف أن ذلك في سبيل الله ، وكل ذلك مما يثاب عليه ويضاعف به الأجر والثواب.

*** وأخيرا يا أخي الكريم اصبر على ما حصل لك في هذه الدنيا من صعوبات ومشاق وأذى ، واعلم أن الله سيجعل بعد عسر يسرا كما وعد الله تعالى ووعده حق وصدق، فلنصبر ونتحمل ولا نستبطئ الفرج، بل نستمر على ذلك مهما حصل لنا إلى أن يتحقق وعد الله تعالى بالفرج، ونحتسب الأجر عند الله تعالى.

نسأل الله أن يرزقنا القول بالحق وإتباعه وان يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.

 

منقول