قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

أحداث الفتن التي تحدث في زماننا هذا؟ وما موقف المسلم من هذه الفتن؟ وكيفية التعامل منها مع العلم أن هناك طاقة في الشباب لابد من توجيهها التوجيه الصحيح؟
السؤال: 
نرجوا من فضيلتكم توضيح أحداث الفتن التي تحدث في زماننا هذا؟ وما موقف المسلم من هذه الفتن؟ وكيفية التعامل منها مع العلم أن هناك طاقة في الشباب لابد من توجيهها التوجيه الصحيح؟

 

الجواب: التعامل مع هذه الفتن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: "أنها سَتَكُونُ فِتَنٌ"، قالوا: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: "كِتَابُ اللَّه"، فالاعتصام بكتاب الله، والرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولزوم جماعة المسلمين هذا هو الواجب عند الفتن، لما سأل حذيفة بين اليمان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفتن وذكرها قال: ما تأمرني عند ذلك؟ قال: "أن تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ"، قال: أرأيت إِنْ لَمْ يكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ: "فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يأتيك الْمَوْتُ"، هذا هو الموقف عند الفتن أن الإنسان يتجنبها ويحفظ لسانه، ولا يتكلم إلا بخير ولا يرجف بين المسلمين ولا يمدح هؤلاء أو أفعالهم: (وَلا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً)، (وَلا تُجَادِلْ عَنْ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً).

يجب على الإنسان أنه يمسك لسانه ولا يتكلم إلا بخير وبعلم ويعتزل هذه الأمور، ويلزم كتاب الله وجماعة المسلمين هذا هو الواجب.

وأما أن هؤلاء مغرر بهم كذا وكذا، نحن ما ندري عن الأمور، ما ندري ما هو وراء هذه الأمور لكننا نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يردهم إلى الصواب، وأن يردهم إلى الحق، وأن يكفنا كيد الأعداء ومكر الظالمين إنه قريب مجيب، وأن يصلح أولاد المسلمين، وعلى هؤلاء الذين اغتروا بهذه الأمور أن يرجعوا إلى جماعة المسلمين وأن يطلبوا العلم الصحيح الذي يوجههم، والعلم ـ والحمد لله ـ ميسور وموجود يرجعون إلى طلب العلم والدخول في المعاهد والكليات ليدرسون المناهج الصحيحة ومنهج السلف الصالح وسيجدون الصواب إن شاء الله.

 

الشيخ صالح بن فوزان الفوزان