قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

منهج أهل السنة عند الفتن (3): خطورة الفتن وأضرارها.

منهج أهل السنة عند الفتن (3): خطورة الفتن وأضرارها.

 

1- الفتن من أكبر أسباب كثرة إراقة الدماء، وإهلاك الممتلكات العامة والخاصة، وانتشار أعمال السلب والنهب في المجتمع.

2- الفتن سبب الخسارة في الدنيا وفي الآخرة.

3- الفتن تُعمي أصحابَها عن الحق، وعن الصراط المستقيم.

4- الفتنة والشيطان قرينان.

5- الفتن تُلقي بالشبهات في دين المؤمن.

6- فتنة الرجل في أهله قد تصرفه عن الدين.

7- الفتن من أشد ما يُقَلِّب قلب المؤمن.

8- الفتنة بمعنى الاقتتال على الحكم من أهم عوامل تدمير المجتمعات.

9- الاقتتال في الفتنة يحقق غرض أعداء الدين، ويُنْهِك المسلمين اقتصاديًّا واجتماعيًّا وصحيًّا.

10- الفتن تُفْقد المجتمعَ عزته، وتجعل المقتتلين يطلبون الإحسان من أعدائهم.

11- الفتن من أهم عوامل تخلُّف المجتمعات الإسلامية، وتجعل ثروات المسلمين في أيدي أعدائهم[1].

موقف المسلم عند الفتن:

هناك أمور ينبغي على المسلم مراعاتُها عند حدوث الفتن، ويمكن أن نوجزها فيما يلي:

1- الاعتصام بالقرآن والسنة:

إن اعتصام المسلمين بالقرآن والسنة، والتأليف بين قلوبهم؛ هو السبيل الأمثل للخروج من الفتنة بسلام.

قال - تعالى -: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].

روى الحاكم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني قد تركتُ فيكم شيئينِ لن تضلوا بعدهما: كتابَ الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يَرِدا عليَّ الحوض))[2].

روى الترمذي عن العِرْباض بن سارية قال: "وَعَظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا بعد صلاة الغداة موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووَجِلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟ قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبدٌ حبشي؛ فإنه مَن يعش منكم يَرَى اختلافًا كثيرًا، وإيَّاكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإنها ضلالة، فمَن أدرك ذلك منكم، فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المَهْديين، عَضُّوا عليها بالنواجذ))[3].

2- استشارة علماء أهل السنة عند حدوث الفتن:

ينبغي على المسلم أن يسألَ علماء أهل السنة عن موقف الشريعة الإسلامية من هذه الفتن.

قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 43- 44].

وقال - سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء: 59].

قال ابن عباس: ﴿ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾؛ يعني: أهلَ الفقه والدين[4]، واعلم - أخي الكريم - أن علماءَ أهل السنة والجماعة هم ورثة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم الذين يجب علينا أن نسألَهم عند حدوث الفتنة.

روى الترمذي عن أبي الدرداء أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن العلماءَ ورثةُ الأنبياء، إن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورَّثوا العلم؛ فمَن أخذ به أخذ بحظ وافرٍ))[5].

3- التوبة الصادقة والاستغفار:

ينبغي أن يكونَ من المعلوم أنه لا ينزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا يرفعه الله - تعالى - إلا بتوبة صادقة.

روى الزبير بن بكَّار - في كتابه "الأنساب" - أن عمر بن الخطاب لَمَّا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، قال العباس: "اللهم إنه لم ينزل بلاءٌ إلا بذنب، ولم يُكشَف إلا بتوبة، وقد توجَّه القومُ بي إليك؛ لمكاني من نبيك، وهذه أيدينا إليك بالذنوب، ونواصينا إليك بالتوبة، فاسقِنا الغيث"؛ فأرخت السماءُ مثل الجبال، حتى أخصبت الأرض، وعاش الناس"[6].

قال الله - تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].

وقال - عز وجل - عن نوح - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12].

وقال - سبحانه - عن هود - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].

نبينا - صلى الله عليه وسلم - يحثُّنا على التوبة الصادقة:

1- روى مسلم عن عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أيها الناس، توبوا إلى الله؛ فإني أتوبُ في اليوم إليه مائة مرة)) [7].

2- روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قال الله - تبارك وتعالى -: يا ابنَ آدم، إنك ما دعوتَنِي ورجوتَنِي غفرتُ لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغتْ ذنوبك عَنان السماء، ثم استغفرتَنِي غفرتُ لك ولا أبالي، يا ابن آدم، إنك لو أتيتَني بقُرَابِ الأرض خطايا، ثم لقيتَني لا تشرك بي شيئًا؛ لأتيتُك بقُرابها مغفرة))[8].

3- روى الشيخان عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحكي عن ربه - عز وجل - قال: ((أذنب عبدٌ ذنبًا، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب، اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: عبدي أذنب ذنبًا، فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال - تبارك وتعالى -: أذنب عبدي ذنبًا، فعلم أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت، فقد غفرت لك))[9].

شروط التوبة الصادقة:

قال الإمام النووي - رحمه الله -: "قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب؛ فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله - تعالى - لا تتعلَّق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط:

أحدها: أن يُقلِع عن المعصية. والثاني: أن يَندَم على فعلها والثالث: أن يَعزِم ألا يعودَ إليها أبدًا. فإن فقد أحد الثلاثة لم تصحَّ توبته.

وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي، فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يَبْرأَ من حق صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مكَّنه منه، أو طلب عفوَه، وإن كانت غِيبة استحلَّه منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحَّت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقِي عليه الباقي"[10].

1- اللجوء إلى الله بالدعاء والقنوت في الصلوات المفروضة:

الدعاء سَلْوى المحزونين، ونَجْوى المتَّقين، ودَأْب الصالحين، فإذا صدر عن قلب سليم، ونفسٍ صافية، وجوارح خاشعة؛ صادف إجابة كريمة من رب رحيم ودود.

حثَّنا الله - تعالى - على الدعاء في آيات كثيرة من كتابه العزيز، فقال - تعالى -: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186].

وقال - سبحانه -: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62].

وقال - جل شأنه -: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

وقال - سبحانه -: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55- 56].

وحثَّنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - على الدعاء في كثير من أحاديثه المباركة، وسوف نذكر بعضًا منها:

1- روى أبو داود عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن ربكم - تبارك وتعالى - حَيِيٌّ كريم، يَستَحْيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صِفْرًا))[11].

2- روى الترمذي عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن اللهَ لا يستجيب دعاءً من قلب غافلٍ لاهٍ))[12].

3- روى أحمد عن أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تُعَجَّل له دعوتُه، وإما أن يدَّخرَها له في الآخرة، وإما أن يَصرِف عنه من السوء مثلَها))، قالوا: إذًا نُكثِر، قال: ((اللهُ أكثر))[13].

4- روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أقربُ ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء))[14].

شروط إجابة الدعاء:

هناك شروط يجب توفُّرها حتى يكونَ الدعاءُ مستجابًا عند الله - تعالى - ويمكن أن نوجزها فيما يلي:

1- الإخلاص في الدعاء.

2- المأكل والمشرب والملبَس الحلال.

3- عدم الدعاء بإثمٍ أو قطيعة رحم.

4- أن يُوقِن العبد بإجابة الله - تعالى - لدعائه.

5- أن يكون الدعاءُ بالأمور الجائزة شرعًا.

ومن السنَّة القنوتُ - الدعاء جهرًا - في الركعة الأخيرة من الصلوات الخمس المفروضة، أو في صلاتي المغرب والفجر فقط، عند نزول فتنة بالمسلمين، وذلك في جميع المساجد.

روى أبو داود عن عبدالله بن عباس قال: "قنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح، في دُبُر كل صلاة إذا قال: سمع الله لمن حمده من الركعة الآخرة، يدعو على أحياءٍ من بني سُلَيْمٍ، على رِعْلٍ وذَكْوان وعُصَيَّة، ويؤمِّن مَن خلفه"[15].

وروى مسلم عن البراء بن عازب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقنت في الصبح والمغرب[16].

2- التحلي بالصبر والرفق في مواجهة الفتنة:

الصبر والرفق في التعامل مع الناس من أفضل السبل لمواجهة الفتن والتغلب عليها.

قال - سبحانه -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

وقال - جل شأنه -: ﴿ لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [آل عمران: 186].

روى الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لقد أُخِفتُ في الله وما يُخَافُ أحدٌ، ولقد أُوذِيت في الله وما يُؤْذَى أحدٌ، ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة، وما لي ولبلالٍ طعامٌ يأكله ذو كبدٍ إلا شيء يواريه إِبْطُ بلال))[17].

قال أبو عيسى الترمذي: "معنى هذا الحديث: حين خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - هاربًا من مكة ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمله تحت إِبْطِه"[18].

وحثَّنا الله - تعالى - وكذلك نبينا - صلى الله عليه وسلم - على الرِّفق في التعامل مع الناس، خاصة في وقت الفتنة.

قال - تعالى - في قصة موسى وهارون: ﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 43، 44].

وقال - جل شأنه -: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

وقال - سبحانه -: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159].

روى مسلم عن عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه))[19].

اعلم - أخي المسلم الكريم - أن الرفقَ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كثيرًا ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلِّف بين القلوب المتنافرة، ويأتي بخيرٍ أفضلَ من التأنيب والتوبيخ.

3- التعاون بين المسلمين على البر والتقوى:

ينبغي على المسلمين تكوينُ لجان شعبية؛ وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية لحماية الممتلكات العامة والخاصة من اللصوص والمجرمين، الذين يَسعَون في الأرض فسادًا، وعلى هذه اللجان الشعبية أيضًا مواساة المتضرِّرين بالطعام، والشراب، والكساء، والدواء، والمأوى.

قال - تعالى -: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ [المائدة: 2].

روى مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: "بينما نحن في سفر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء رجل على راحلة له، قال فجعل يصرف بصره يمينًا وشمالاً، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كان معه فضلُ ظهرٍ فليَعُد به على مَن لا ظهرَ له، ومَن كان له فضلٌ من زادٍ فليَعُد به على مَن لا زاد له))، قال: فذكر من أصناف المال ما ذَكر، حتى رأينا أنه لا حقَّ لأحد منا في فضلٍ"[20].

روى الشيخان عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحُمهم وتعاطفهم مَثَل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))[21].

4- ضبط الأقوال والأفعال بميزان الإسلام:

يجب على المسلم أن يَعرِض أقواله على ميزان الإسلام، قبل أن يتكلمَ بها، وكذلك الأفعال، قبل أن يقدم على فعلها.

قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن العبدَ ليتكلَّم بالكلمة من رضوان الله لا يُلقِي لها بالاً يرفعه اللهُ بها درجات، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سخَطِ الله لا يُلقِي لها بالاً يهوي بها في جهنم))[22].

وليعلم كلُّ مسلم أن لله ملائكةً تكتب أقواله وأفعاله.

قال الله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30].

وقال - سبحانه -: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].

وقال - جل شأنه -: ﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ [الزخرف: 80].

وقال - تعالى -: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

وقال - سبحانه -: ﴿ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [الجاثية: 29].

وليعلم كل مسلم أيضًا أنه سوف يقف وحده للحساب بين يدي الله - تعالى.

وقال - جل شأنه -: ﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ ﴾ [الأنعام: 94].

روى الشيخان عن عَدِي بن حاتم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما منكم أحدٌ إلا سيكلِّمه ربُّه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمنَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم من عمله، وينظر أَشْأَمَ منه فلا يرى إلا ما قدَّم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تِلْقَاء وجهه؛ فاتقوا النارَ ولو بشقِّ تمرة))[23].

5- عدم احتكار التجَّار لِمَا يحتاجه الناس:

المقصود بالاحتكار هو شراءُ التاجر سلعةً ما، وحبسُها حتى يحتاج إليها عامة الناس، فيبيعها التاجر بسعر مرتفع، مستغلاًّ حاجة الناس إلى هذه السلعة مع قلتها في الأسواق، والاحتكار حرام؛ لأنه من أبواب أكل أموال الناس بالباطل[24].

روى مسلم عن معمر بن أبي معمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن احتكر فهو خاطئ))؛ أي: عاصٍ[25].

قال النووي: "هذا الحديث صريح في تحريم الاحتكار".

وقال أيضًا: "قال العلماء: الحكمةُ في تحريم الاحتكار دفعُ الضرر عن عامة الناس، كما أجمع العلماء على أنه لو كان عند إنسان طعام، واضطرَّ الناس إليه ولم يجدوا غيره، أُجبِر على بيعه؛ دفعًا للضرر عن الناس"[26].

6- تحذير الناس من عاقبة الانقياد لدعاة الفتنة:

يجب على العلماء تحذيرُ الناس - وخاصة الشباب - من المشاركة في الفتنة، والانقياد لدعاة الفتنة؛ لِما يترتب على ذلك - غالبًا - من إراقة الدماء، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وترويع الآمنين في منازلهم وأماكن أعمالهم، وانتشار أعمال السلب والنهب، وتعطيل جميع مظاهر حياة الناس اليومية.

7- اعتزال الفتنة:

يجب على المسلم أن يتجنَّبَ الفتنة ويعتزلها؛ فرارًا بدينه؛ وذلك بالبقاء في بيته، أو مكان عمله، أو أي مكان آخر، يأمن فيه على دينه.

1- روى البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يوشك أن يكون خيرَ مال المسلم غنمٌ يتبع بها شَعَف - رؤوس - الجبال ومواقع القَطْر - المطر - يفرُّ بدينه من الفتن))[27].

2- روى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ستكون فتنٌ، القاعد فيها خيرٌ من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خيرٌ من الساعي، مَن تشرَّف لها تستشرفْه، فمَن وجد منها ملجأ أو مَعاذًا فليَعُذ به))[28].

3- روى أبو داود عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: "بينما نحن حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ ذكر الفتنة، فقال: ((إذا رأيتم الناس قد مَرَجت - اختلطت - عهودُهم، وخفَّت أماناتُهم، وكانوا هكذا وشبَّك بين أصابعه))، قال: فقمتُ إليه، فقلت: كيف أفعل عند ذلك، جعلني الله فداك؟ قال: ((الزمْ بيتَك، وامْلِكْ عليك لسانَك، وخذْ بما تعرف، ودَعْ ما تُنكِر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودَعْ عنك أمر العامة))[29].

4- روى أبو داود عن المِقْدَاد بن الأسود - رضي الله عنه - قال: "ايْمُ الله - أسلوب قسم - لقد سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إن السعيد لمن جُنِّب الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِّبَ الفتن، ولمن ابتُلِي فصَبَر))[30].

اعتزال سلفنا الصالح للفتن:

1- سعد بن أبي وقاص: اعتزل سعد بن أبي وقَّاص الفتنةَ، فلم يحضُر موقعة الجمل، ولا موقعة صفِّين، ولا التحكيم بين علي ومعاوية.

1- قال أيوب السَّختياني: "اجتمع سعد بن أبي وقاص، وابن مسعود، وابن عمر، وعمار بن ياسر فذكروا الفتنة، فقال سعد: أما أنا فأجلس في بيتي ولا أدخل فيها"[31].

2- قال محمد بن سيرين: قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل؛ فإنك من أهل الشورى، وأنت أحقُّ بهذا الأمر من غيرك؟ فقال: لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان، يعرف المؤمن من الكافر، فقد جاهدتُ وأنا أعرف الجهاد[32].

3- جاء هاشم بن عتبة بن أبي وقاص إلى عمه سعد، فقال: ههنا مائة ألف سيف يرونك أحقَّ بهذا الأمر - بالخلافة - فقال سعد: أريد منها سيفًا واحدًا، إذا ضربت به المؤمن لم يصنع شيئًا، وإذا ضربتُ به الكافرَ قطع[33].

2- عبد الله بن عمر بن الخطاب: روى البخاري عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أتاه رجلان في فتنة ابن الزبير، فقالا: إن الناس صنعوا وأنت ابن عمر وصاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - فما يمنعُك أن تخرج؟ فقال: يمنعني أن الله حرَّم دمَ أخي، فقالا: ألم يقل الله: ﴿ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ﴾؟ فقال: قاتلنا حتى لم تكن فتنةٌ، وكان الدين لله، وأنتم تريدون أن تقاتلوا حتى تكون فتنة، ويكون الدين لغير الله[34].

روى البخاري عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر قال: دخلت على حفصة، فقلت: قد كان من أمر الناس - أي ما حدث بين علي ومعاوية من قتال - ما تَرَين، فلم يُجْعَلْ لي من الأمر شيء، فقالت: الْحَق؛ فإنهم ينتظرونك، وأخشى أن يكون في احتسابك عنهم فُرْقةٌ، فلم تَدَعْه حتى ذهب، فلما تفرَّق الناس - اختلف الحكمان: عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري - خطب معاوية، قال: مَن كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر، فليُطلِع لنا قرنه - فليُظهِرْ لنا نفسه، ولا يُخْفِها - فلنحن أحقُّ به منه، ومن أبيه، قال حبيب بن مسلمة: فهلاَّ أجبتَه؟ قال عبد الله: فحللتُ حُبْوتي - نوع من الثياب - وهممتُ أن أقول: أحقُّ بهذا الأمر منك مَن قاتلك وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرِّق بين الجمع، وتَسفِك الدم، ويُحمَل عني غيرُ ذلك، فذكرتُ ما أعدَّ اللهُ في الجنان - أي: لمن صبر وآثَرَ الآخرة على الدنيا - قال حبيب: حُفِظتَ وعُصِمتَ"[35].

3- أبو بَكْرة الثقفي: (نُفَيع بن الحارث): روى الشيخان عن الأحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل، فلَقِيني أبو بكرة، فقال: أين تريد يا أحنفُ؟ قال: قلتُ: أريد نصر ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني: عليًّا، قال: فقال لي: يا أحنفُ، ارجع؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((إذا تواجه المسلمان بسيفيهما؛ فالقاتل والمقتول في النار))، قال: فقلتُ: يا رسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: ((إنه قد أراد قتْل صاحبه))[36].

أكثرُ الصحابة قد اعتزلوا قتال الفتنة:

اعلم - أخي الكريم - أن أكثرَ أصحاب نبينا - صلى الله عليه وسلم - قد اعتزلوا قتال الفتنة، واتبعوا النصوصَ الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الأمر.

روى الإمام أحمد عن إسماعيل بن عُليَّة، عن أيوب، عن محمد بن سرين، قال: هاجت الفتنةُ، وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشَرة آلاف، فلم يحضُرْها منهم مائة، بل لم يبلغوا ثلاثين[37].

مُطرِّف بن عبد الله: قال بشير بن عقبة: قلت ليزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير: ما كان مُطَرِّف بن عبد الله يصنع إذا هاج في الناس هَيْجٌ؟ قال: "يلزم قعر بيته، ولا يقرَبُ لهم جمعة ولا جماعة حتى تنجليَ لهم عما انجلت"[38].

أخي القارئ الكريم، هذا هو منهجُ أهل السنَّة والجماعة عند حدوث الفتن، وهذا هو معتقدُنا إلى أن نلقى الله - تبارك وتعالى.

أسأل الله - تعالى - أن يجنِّبنا الفتن، ما ظهر منها وما بطن، إنه ولي ذلك والقادر عليه، كما أسأله - سبحانه - أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، وأن ينفع به طلاب العلم الكرام.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.


[1] (موسوعة نضرة النعيم، ج 11 ص 5218).

[2] (حديث حسن؛ مستدرك الحاكم ج 1 ص 172).

[3] (حديث صحيح؛ صحيح سنن الترمذي للألباني، حديث: 2157).

[4] (تفسير ابن كثير، ج 4 ص 136).

[5] (حديث صحيح؛ صحيح الترمذي للألباني، حديث 2159).

[6] (التوسل للألباني، ص 62).

[7] (مسلم حديث: 2702).

[8] (حديث صحيح؛ صحيح الترمذي للألباني، حديث: 2805).

[9] (البخاري حديث: 7507، مسلم حديث: 2758).

[10] (رياض الصالحين للنووي، ص 24: 25).

[11] (حديث صحيح؛ صحيح أبي داود للألباني، حديث 1320).

[12] (حديث صحيح؛ صحيح الترمذي للألباني، حديث 2766).

[13] (حديث صحيح؛ مسند أحمد ج 17 ص 213، حديث 11133).

[14] (مسلم حديث 482).

[15] (حديث حسن؛ صحيح أبي داود للألباني حديث 1280).

[16] (مسلم حديث 678).

[17] (حديث صحيح؛ صحيح الترمذي للألباني، حديث 2012).

[18] (سنن الترمذي، ج 4 ص 556).

[19] (مسلم، حديث 2593).

[20] (مسلم، حديث: 1728).

[21] (البخاري، حديث:6011، مسلم حديث: 2586).

[22] (البخاري، حديث 6478).

[23] (البخاري، حديث 6539، مسلم حديث 1016).

[24] (المغني لابن قدامة، ج 6 ص 314).

[25] (مسلم، حديث 1605).

[26] (مسلم بشرح النووي، ج 6 ص 49).

[27] (البخاري، حديث: 7088).

[28] (البخاري حديث: 7081/ مسلم حديث: 2886).

[29] (حديث حسن صحيح؛ صحيح أبي داود للألباني، حديث 3649).

[30] (حيث صحيح؛ صحيح سنن أبي داود للألباني، حديث: 3585).

[31] (حلية الأولياء؛ لأبي نعيم الأصبهاني، ج 1 ص 94).

[32] (حلية الأولياء، لأبي نعيم الأصبهاني، ج 1 ص 94).

[33] (الإصابة لابن حجر العسقلاني، ج 2 ص 31).

[34] (البخاري، حديث: 4514).

[35] (البخاري، حديث: 4108).

[36] (البخاري، حديث: 7083، مسلم، حديث: 2888).

[37] (البداية والنهاية لابن كثير، ج 7 ص 264).

[38] (الطبقات الكبرى لابن سعد ج 7 ص 142).

 

- منقول من شبكة الألوكة -