قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

فتاوى أئمة أهل السنة السلفيين في جماعة التبليغ والإخوان المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم


أما بعد ،


إن لعلمائنا السلفيين كالإمام ابن باز فتاوى في التبليغ والإخوان المسلمين يكفي مريد الحق الإطلاع عليها ليعلم حقيقة حال هاتين الجماعتين بمنظور علمي لا عاطفي وإليك جملة من فتاويهم :
1/ سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم –رحمه الله- : قال عن جماعة التبليغ لما سئل عنهم : وأعرض لسموكم أن هذه جمعية لا خير فيها ،فإنها جمعية بدعة وضلالة . وبقراءة الكتيبات المرفقة بخطابهم وجدناها تشتمل على الضلال والبدعة والدعوة إلى عبادة القبور والشرك الأمر الذي لا يسع السكوت عنه. ولذا فسنقوم إن شاء الله بالرد عليها بما يكشف ضلالها ويدفع باطلها. ونسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته . والسلام عليكم ورحمة الله .ا.هـ ( فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (1/268 )

2/ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- : قال في إجابة سؤال حول جماعة التبليغ: وجماعة التبليغ عندهم جهل وعندهم عدم بصيرة وإلا عندهم تحمس – ثم قال – ما عندهم بصيرة في العقيدة ولا ينبغي الانضمام إليهم إلا إنسان عنده علم ينضم إليهم ليوجههم وليكون معهم في إيضاح الحق أما عامة الناس لا.
-ثم قال – وإلا عندهم حماس وصبر ونفع الله بهم في أشياء وأسلم على أيديهم أناس وإلا ما عندهم بصيرة في العقيدة . ثم أمر بتعلم العلم للموثوقين كابن كثير وابن تيمية وابن القيم وابن رجب وأئمة الدعوة والدرر السنية وفتح المجيد، ثم نهى عن الانضمام لجماعة التبليغ والإخوان المسلمين، ثم ذكر أنه ليس عند جماعة التبليغ دعوة للعقيدة لذا كثر أتباعهم (كانت الإجابة بتاريخ 27/3/1413هـ راجع شريط بعنوان فتوى حول جماعة التبليغ والإخوان المسلمين ، وراجع كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ عبد العزيز ابن باز –رحمه الله - (8/ 331 ) )
وقال في إجابة سؤال آخر : لا يصح التعصب والتحزب لجماعة التبليغ ولا الإخوان المسلمين .وقال :أما الانتساب إليهم. لا. ولكن زيارتهم للصلح بينهم والدعوة إلى الخير وتوجيههم للخير ونصيحتهم لا بأس. (كانت هذه الإجابة بتاريخ 6/12/1416هـ راجع شريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ )
وسئل – رحمه الله -: أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم: قوله:" ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" . فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل في الفرق الهالكة؟
فأجاب – غفر الله له-: تدخل في الثنتين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله ( أمتي ) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة: فيهم الكافر، وفيهم العاصي، وفيهم المبتدع أقسام . فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟ فأجاب: نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين. ا.هـ (ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف ، وهي في شريط مسجل، وهي قبل وفاته – رحمه الله – بسنتين أو أقل . وراجع شريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ ، ومطوية "أقوال علماء السنة في جماعة التبليغ ")

وسئل/ حركة (الإخوان المسلمون) دخلت المملكةمنذ فترة وأصبح لها نشاط واضح بين طلبة العلم ، ما رأيكم في هذه الحركة؟ وما مدى توافقها مع منهج أهل السنة والجماعة ؟
الجواب: حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم ،لأنه ليس عندهم نشاط في الدعوة إلىالتوحيد وإنكار الشرك وإنكار البدع – لهم أساليب خاصة ينقصها : عدم النشاط في الدعوة إلى الله وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة التي عليها أهل السنة والجماعة .
فينبغي للإخوان المسلمين أن تكون عندهم عناية بالدعوة السلفية الدعوة إلى توحيدالله وإنكار عبادة القبور والتعلق بالأموات والاستغاثة بأهل القبور كالحسن أو الحسين أو البدوي أوما أشبه ذلك ، يجب أن تكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل،بمعنى لاإله إلا الله التي هي أصل الدين وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلمفي مكة دعا إلى توحيد الله ، إلى معنى لاإله إلا الله .
فكثير من أهل العلم ينتقدون علىالإخوان المسلمين هذا الأمر أي عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله والإخلاص له،وإنكار ما أحدث الجهال من التعلق بالأموات والاستغاثة بهم والنذر لهم والذبح لهم الذي هو الشرك الأكبر ، كذلكينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة تتبع السنة والعناية بالحديث الشريف وما كان عليهسلف الأمة في أحكامهم الشرعية ،وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيهاونسأل الله أن يوفقهم – ا.هـ مجلة "المجلة" عدد (806)

3/ الشيخ العلامة المحدث الفهامة: محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله- قال : الذي اعتقده أن دعوة التبليغ هي صوفية عصرية لا تقوم على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلَّم – ثم قال – إن من عجبي أنهم يخرجون للتبليغ وهم يعترفون أنهم ليسوا أهلاً للتبليغ ، والتبليغ إنما يقوم به أهل العلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يفعل حينما كان يرسل الرسل من أصحابه من أفاضل أصحابه من علمائهم وفقهائهم ليعلموا الناس الدين والإسلام…ا.هـ (شريط القول البليغ في ذم جماعة التبليغ )
و قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ليس صواباً أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السنة ؛ لأنهم يحاربونالسنة ا.هـ ( شريط " فتوى حول جماعة التبليغ والإخوان " الوجه الثاني )
وقال في قاعدتهم : ( نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه ) : الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة التي وضعها لهم رئيسهم الأول، وعلى إطلاقها، ولذلك لاتجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ….هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنةعملياً ،بعيدين فكرياً عن فهم الإسلام فهماً صحيحاً، وبالتالي بعيدين عن تطبيقالإسلام عملياً ؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه .

وقال رحمه الله ( في الشريط السابق ): - " العبده صاحب مجلة )البيان ) فهما (العبده ومحمد سرور بن نايف زين العابدين) كاناشريكين في إصدار هذه المجلة (البيان) ، ثم لا أدري ما هي أسباب الانفصال بينهما ،حيث استقل العبده بمجلة (البيان)وتفرد سرور بمجلة (السنة)،وأنا اعتقد أن تسمية هذهالمجلة بـ(السنة)هو من باب : يسمونها بغير اسمها .

4/ الشيخ الفقيه الأصولي عبد الرزاق عفيفي –رحمه الله-/ سئل عن خروج جماعة التبليغ لتذكير الناس بعظمة الله ؟ فقال الشيخ –رحمه الله -: الواقع أنهم مبتدعة ومُحَرِّفون وأصحاب طرق قادرية وغيرهم ، وخروجهم ليس في سبيل الله ، لكنه في سبيل إلياس ،هم لا يدعون إلى الكتاب والسنة ولكن يدعون إلى إلياس شيخهم في بنجلاديش، أما الخروج بقصد الدعوة إلى الإسلام فهو جهاد في سبيل الله، وليس هذا هو خروج جماعة التبليغ ، وأنا أعرف التبليغ من زمان قديم ، وهم المبتدعة في أي مكان كانوا هم في مصر وإسرائيل ، وأمريكا، والسعودية . وكلهم مرتبطون بشيخهم إلياس .ا.هـ ( فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي (1/174))

5/ الشيخ العلامة حمود بن عبد الله التويجري –رحمه الله- :قد ألف –رحمه الله- كتاباً خاصاً فيهم، وله فيهم فتوى عظيمة طبعت مع أول كتابه القول البليغ فلتراجع ،وقد صدّر هذه الفتوى بقوله ص7 ،30 :
أما جماعة التبليغ ، فإنهم جماعة بدعة وضلالة وليسوا على الأمر الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه والتابعون لهم بإحسان ، وإنما هم على بعض طرق الصوفية ومناهجهم المبتدعة – ثم قال – في الإجابة عن قول السائل: هل أنصحه بالخروج مع التبليغيين في داخل البلاد (أي البلاد السعودية ) أو في خارجها أم لا؟ فجوابه أن أقول: وأنصح غيره من الذين يحرصون على سلامة دينهم من أدناس الشرك والغلو والبدع والخرافات أن لا ينظموا إلى التبليغيين، ولا يخرجوا معهم أبداً سواء كان ذلك في البلاد السعودية أو في خارجها …- وقد تقدم نقلها- ا.هـ

6/ الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – حفظه الله - : قد قدم لكتاب جماعة التبليغ في شبه القارة الهندية عقائدها –تعريفها . وقدم لكتاب حقيقة الدعوة إلى الله تعالى وما اختصت به جزيرة العرب للشيخ سعد الحصين ، ثم قال في مقدمة الكتاب: فقد حاول أعداء هذه الدعوة (أي دعوة التوحيد) أن يقضوا عليها بالقوة فلم ينجحوا ، وحاولوا أن يقاوموها بالتشكيك والتضليل والشبهات ووصفها بالأوصاف المنفرة ،فما زادها إلا تألقاً، ووضوحاً، وقبولاً ، وإقبالاً. ومن آخر ذلك ما نعايشه الآن من وفود أفكار غريبة مشبوهة إلى بلادنا باسم الدعوة ، على أيدي جماعات تتسمى بأسماء مختلفة مثل: جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ وجماعة كذا وكذا، وهدفها واحد ، وهو أن تزيح دعوة التوحيد وتحل محلها ، وفي الواقع أن مقصود هذه الجماعات لا يختلف عن مقصود من سبقهم من أعداء هذه الدعوة المباركة ،كلهم يريدون القضاء عليها – لكن الاختلاف اختلاف خطط فقط - ، وإلا لو كانت هذه الجماعات حقاً تريد الدعوة إلى الله فلماذا تتعدى بلادها التي وفدت إلينا منها، وهي أحوج ما تكون إلى الدعوة والإصلاح ؟ تتعداها وتغزو بلاد التوحيد تريد تغيير مسارها الإصلاحي الصحيح إلى مسار معوج ، وتريد التغرير بشبابها ،وإيقاع الفتنة والعداوة بينهم .
- ثم قال – وإذا كانت هذه الجماعات قد غررت ببعض شبابنا ،فتأثروا بأفكارها ، وتنكروا لمجتمعهم، وتشككوا في قاداتهم وعلمائهم، وانطفأت الغيرة على العقيدة فيهم، فتركوا الاهتمام بها وصاروا يهرفون بما لا يعرفون، وينعقون بما يسمعون .
فإن في هذه البلاد – ولله الحمد – رجالاً يغارون لدينهم ويدافعون عن عقيدتهم، ويردون كيد الأعداء في نحورهم، ولا ينخدعون بالأسماء البراقة، ولا يتأثرون بالحماس الكاذب .ا.هـ (حقيقة الدعوة إلى الله ص3-4 )
سُئل-حفظه الله-:هل هذه الجماعات تدخل في الاثنتين وسبعين فرقة الهالكة؟
فقال: ((نعم, كل من خالف أهل السنة و الجماعة ممن ينتسب إلى الإسلام في الدعوة أو في العقيدة أو في شيء من أصول الإيمان، فإنه يدخل في الاثنتين والسبعين فرقة، ويشمله الوعيد، ويكون له من الذم والعقوبة بقدر مخالفته )).
و سُئل: ما حكم وجود مثل هذه الفرق: التبليغ, والإخوان المسلمين, وحزب التحرير, وغيرها في بلاد المسلمين عامة ؟
فقال: (( هذه الجماعات الوافدة يجب ألا نتقبلها لأنها تريد أن تنحرف بنا وتفرقنا وتجعل هذا تبليغياً وهذا إخوانياً وهذا كذا..., لِمَ هذا التفرق ؟ هذا كفرٌ بنعمة الله سبحانه وتعالى، ونحن على جماعةٍ واحدة وعلى بينةٍ من أمرنا، لماذا نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟ لماذا نتنازل عما أكرمنا الله سبحانه وتعالى به من الاجتماع والألفة والطريق الصحيح، وننتمي إلى جماعات تفرقنا وتشتت شملنا، وتزرع العداوة بيننا ؟ هذا لا يجوز أبداً )). من كتاب الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة, من إجابات الشيخ صالح الفوزان.