قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

أهل السنة ليس عندهم إلا قال الله و قال الرسول و قال الصحابة - الشيخ عبيد الجابري

 
أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. وهذا سائل يسأل ، يقول:- في كل زمان يفارق أهل الحق عن غيرهم ، ويتميزون بأمور، فكيف نفـرِّق اليوم بين أهل الحق ، وغيرهم؟!!


يا بني - في الحقيقة- ما أظنني آتٍ إياك بجديد. أهل الســنـة هم الذين على السـنـة، ومستندهم في ذالك ومحل فقههم في ذالك؛ هو:- الكتاب والسنة على وفق سيرة السلف الصالح، وإن شئت فقل
:-
فقه الكتاب والسنة على وفق سيرة السلف الصالح
. هذا أولاً.
فليس عند أهل السـنـة إلا قال الله و قال رسوله و قال الصحابة وأئمة الهدى من بعدهم؛ ليس عندهم شيء يتحفون به الناس تطويراً؛ مسايرةً للعصور- لا
- لـماذا؟ لأن " السـنة هي السلفـية ".
والـسلفـية لم يؤسسها أحدٌ من البشر؛ هي من عند الله سبحانه وتعالى، جاءت بها النبيون والمرسلون، بدءاً من نوح صلى الله عليه وسلم، وانتهاءً بمحمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله وسلم على الجميع، وآدم من قبل نوح كان نبياً مكلَّماً عليه الصلاة والسلام، لكن أهل الــعـلـم يقولــون: أول الرسل نوح؛ لأنـه أول نبي أرسله الله إلى أهل الأرض، ولهذا فإن ( السـلفيـين؛ أهـل السـنة والـجماعة؛ أهـل الحـديث؛ أهـل الأثـر الفرقة الناجية؛ الطائفة المنصورة ) يزنون أقوال الناس وأعمالهم بميزانين؛ وذانكم الميزانان هما
:-
(النص،والإجماع
)
فمن وافق نصاً، أو إجماعاً قُـبل منه، ومن خالف نصاً أو إجماعاً رُدَّ عليه كائناً من كان ثم هذا الموافق لنصٍ أو إجماع؛ قـــد يكون من أهل السنة، وقـــد يكون من غيرهم.
فإن كان منهم: فإنه يكبر في أعينهم ويعظم في قلوبهم؛ لأن هذا هو الرابـطة بيـنهم وبين الناس، فكلما كان الرجل مكيناً في السنة قوياً في الذب عنها وعن أهلها والنصرة لها ولأهلها كلما كان في أعينهم عظيماً كبيراً. وإن كان من غير أهل السنة: فيقبلون ما جاء به من الحق، لكـن لا يركنون إليه، ولا يطمئنون إليه؛ لأنه غريبٌ عنهم، لكن وافق في قوله أو فعله ما عندهم، فهم لا يقبلون منه الحق لذاته- لا - بل لموافقته السنة

وثمة أمر ثالث وهو
:-
أن السني- حتى وإن جفاه بعض أهل السنة - هو محبٌ لهم، منافحٌ عنهم، يدعوا لهم، ويدعوا إليهم، ويربط الناسَ بهم ولا يفاصلهم، وإن كان بينه وبين بعض أهل السنة شيء من الجفوة، وشيء من النفرة؛ لأن الذي جمع بينهم هو
:-
دين الإسلام الخالص؛ اجتمعوا في الله، ويحبون أنهم كما اجتمعوا في الله، أن يتفرقوا عليه
.
أما المبتدع:- فليس على ذالك؛ هو يناصب أهل السنة، ومن يواليهم العداوة، ويُـظهر بغضهم والنفرة منهم ويحـقِّر شأنهم، ويسعى جاهداً في فصل الناس عنهم. هذا ما يمكن قولي - هذه اللحظة- جواباً على سؤال

من شريط :الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة و أهل الباطل


و الأمر كما ذكر الشيخ - حفظه الله- تبعاً للأئمة من قبل و منهم الإمام ابن القيم - رحمه الله-في أبيات له


العلم قال الله قال رسولُه ... قال الصحابةُ ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأى فقيه
كلا ولا جحْد الصفات ونفيها ... حذرا من التمثيل والتشبيه