قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الإمام مالك بن أنس و عقيدته السلفية


يعتقد أصحاب الطرق الصوفية ,وكل من تمذهب بفقه الإمام مالك رحمه الله تعالى ويتعصب له, أن الإمام مالك يعتقد مايعتقدون ويدعوا إلى مايدعون من معتقد , وشتان بين الثرى والثريا .
وكل يدَّعي وصلاً بليلى *** وَلَيْلَى لَا تُقِرُّ لَهُمْ بذاكا

هذا هو الإمام مالك ,وهذا معتقده يا من تدعون التمذهب بمذهبه تعصبا دون الرجوع إلى ماكان عليه من علم ومعتقد.
أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي الحميري المدني .

وُلد الإمام مالك بالمدينة المنورةسنة 93هـ711 /م ، ونشأ في بيت كان مشتغلاً بعلم الحديثواستطلاع الآثار وأخبار الصحابةوفتاويهم، فحفظ القرآن الكريمفي صدر حياته، ثم اتجه إلى حفظ الحديث النبويوتعلُّمِ الفقه الإسلامي، فلازم فقيه المدينة المنورة ابن هرمزسبع سنين يتعلم عنده، كما أخذ عن كثير من غيره من العلماء كنافع مولى ابن عمروابن شهاب الزهري، وبعد أن اكتملت دراسته للآثار والفُتيا، وبعد أن شهد له سبعون شيخاً من أهل العلم أنه موضع لذلك، اتخذ له مجلساً في المسجد النبويللدرس والإفتاء، وقد عُرف درسُه بالسكينة والوقار واحترام الأحاديث النبوية وإجلالها، وكان يتحرزُ أن يُخطئ في إفتائه ويُكثرُ من قول «لا أدري»، وكان يقول: «إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي، فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه». وفي سنة 179هـ 795 / م مرض الإمام مالك اثنين وعشرين يوماً ثم مات، وصلى عليهأميرُ المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم، ثم دُفن بالبقيع.

عقيدة الإمام مالك بن أنس - رضي الله عنه :
-1
عن وليد بن مسلم قال: سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد عن الأخبار في الصفات؛ فقالوا أمِرّوها كما جاءت. الصفات للدارقطني ص75، الشريعة للآجري ص314، الأعتقاد للبيهقي ص118، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص149

-2
قال ابن عبد البر: سئل مالك أيُرى الله يوم القيامة؟ فقال: نعم يقول الله عزَّ وجلَّ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23] وقال لقوم آخرين: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. الانتقاء ص36

-
3 عن ابن نافع، وأشهب، وأحدهما قال: يزيد على الآخر: يا أبا عبد الله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ {22} إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [سورة القيامة: الآيتان 22، 23]، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم بأعينهم هاتين؛ فقلت له: فإن قوماً يقولون: لا ينظر إلى الله، إنَّ {نَاظِرَةٌ} بمعنى منتظرة الثواب. قال: كذبوا بل ينظر إلى الله أما سمعت قول موسى عليه السلام: {رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ} [سورة الأعراف: الآية 143] أفترى موسى سأل ربه محالاً؟ فقال الله: {لَن تَرَانِي} [سورة الأعراف: الآية 143] أي في الدنيا لأنها دار فناء ولا ينظر ما يبقى بما يفنى فإذا صاروا إلى دار البقاء نظروا بما يبقى إلى ما يبقى وقال الله: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} [سورة المطففين: الآية 15]. ترتيب المدارك للقاضي عياض ج2 ص42


4
- عن جعفر بن عبد الله قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [سورة طه: الآية 5] كيف استوى؟ فما وجد - جاء في لسان العرب ج3 ص446: وجد عليه في الغضب يُجِدُ وجداً ومَوْجِدَة ووجداناً غضب، وفي حديث الإيمان، إني سائلك فلا تجد عليَّ أي لا تغضب من سؤالي - مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعودٍ في يده علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج. قال الحافظ ابن حجر في الفتح ج13 ص406، 407: إسناده جيد. وصححه الذهبي في العلو ص103

-5
عن يحيى بن الربيع قال: كنت عند مالك ابن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق فاقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته. فقال: لم أسمعه من أحد، إنما سمعته منك، وعظَّم هذا القول. الحلية لابي نعيم ج6 ص325.

-6
عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول: من قال القرآن مخلوق، يوجع ضرباً، ويحبس حتى يتوب. الانتقاء ص35

- 7
عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138

قال مالِكٌ: «كلُّ أَحَدٍ يُؤخَذُ من قولهِ ويُترك إلاَّ صاحبَ هذا القبرِ، يعني النّبيَّ (صلّى الله عليه وسلّم) » [«الاِعتصام» للشّاطبيّ].

قال مَعْنُ بن عيسى: سمعتُ مالكاً يقول: إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أُخْطِىءُ وأُصِيبُ؛ فانْظُرُوا في رَأْيِي، فَكُلّ مَا وَافَقَ الكتابَ والسُّنَّةَ فخُذُوا بِهِ، وكلّ مَا لَمْ يُوَافِقِ الكتابَ والسُّنَّةَ فَاتْرُكُوهُ «ترتيب المداركللقاضي عياض(1/183/182).

وكل ماثبت عن الإمام مالك من عقيدة هي عقيدة السلف التي قال بها من قبله ومن بعده عقيدة صافية نقية وليس فيه ذرة من باطل العقائد الباطلة من صوفية و أشعرية.
والله لو اتبعوها لما سمعت بعبادة القبور وتقديم النذور والزردة و الوعدة ولا الحضرة ولما إعتقدوا عقيدة وحدة الوجود ولما أولوا الصفات وما ارتكبوا البدع والخرفات.
فالإمام مالك رحمه الله تعالى براء من هذه العقيدة الباطلة بل هو يردها بشدة وقوة لو كانوا يفقهون.