قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

كلام الشيخ الدكتور محمد بن هادي في جبهة البوليزاريو

 مثلا الحاكم هنا إذا بايعوه ، بايعه وجهاء الناس ، وذوي الجاه ، وذوي المكانة ، والأمراء ورؤساء الأجناد ، وأمراء العشائر والقبائل ؛ لا يحل منازعته ولا الخروج عليه ، ولا تسمعوا لما يقال من هذا . جبهة بوليساريو ولاّ ما بوليساريو ؛ هذا كله كلام فارغ ، يجب على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره ، ويجب عليه السمع والطاعة في المنشط والمغرم ، ولتعلموا أن هذه الدعوات دعوات هدم ، دعوات شر ، دعوات خوف ، دعوات تقويض للبناء ، فأنتم في خير ، وهكذا كل من اجتمعوا تحت إمام مسلم ، وانتظم أمرهم ؛ فعليهم أن يعتبروا بالخير الذي هم فيه ، ولا يستمعوا لهؤلاء الذين ينعقون بالشر ، فإن التفرق شر - والعياذ بالله - ، وهذا الذي يُلبِّسونه الآن بالديموقراطية ! كله شر !! ما نفعت الديموقراطية البلاد التي يقولون حل فيها الربيع العربي ، ما رأينا ديموقراطية ! ما رأينا إلا سفك ، وسلب، ونهب ، وقتل ، وقطع للطريق ، وانتهاك للأعراض ، وإخافة للناس ، وإرهابا لهم ، فالولاية ولاية ، تحوط الناس بالخير ، فلا تستمعوا معشر الأحبة في هذه البلاد المغربية ، بلاد المغرب الأقصى ، بوابة المسلمين والعالم العربي الإسلامي على المحيط الأطلسي ، لاتستمعوا لهذه الدعوات النشاز ، التي تفسد القلوب على ولاة الأمور عندكم ، وتضر بجماعة المسلمين وتفرقهم ، وخصوصا ما يدعى إليه الآن من شمال وجنوب ، هذه نعرات جاهلية ، هذه نعرات جاهلية ؛ يريدون منها الشر للبلد ، والله لو يحصل شيء ما ترون إلا مثل الذي رأه من ترونهم الآن وتسمعون حالهم ، فنعيذكم بالله ، ونعيذ بلاد المسلمين جميعا التي لم يصبها هذا الشر ، نعيذها بالله من أن يصيبها هذا البلاء ، ونسأل الله أن يحفظ عليها ما هي عليه من الأمن والخير والرخاء ، وأن يتم علينا وعليكم جميعا نِعَمه، وأن يصرف عنا وعنكم عذابه ونِقَمه، إنه جواد كريم، ولعلنا نكتفي بهذا القدر، -والله أعلم- وصلى وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد…هذا هو التفريغ للموضع الثاني المتعلق بالبوليساريو…[شريط (٥) التوقيت (١:٣٧:٢١) ]
وهذا يسأل عن دُعاة الانفصال عن الدولة - يعني الحكومة المغربية - كما قلت لكم بالأمس بولوساريو أو بوليساريو ؛ نعم يقول ، يسأل عنهم إما بدعوة سياسية أو عرقية بعيداً عن أي منطلق ديني أو عقدي ، هل هؤلاء جنس من الخوارج ؟
- نعم ، لا يجوز أن يسمع لهؤلاء ، ولا يطاع لهم ؛ لأن الحكم - هنا - قد استتب لملك هذه البلاد ؛ فتحرم منازعته ، ويحرم الخروج عليه ، والواجب أن يُتأَلَّف أهل البلاد على محبته ، وعلى الاجتماع مع المسلمين في وسط البلاد وشمالها وشرقها وجنوبها ، لا فرق بينهم ، لا تسمعوا لهؤلاء ، وعليكم بدعوة هؤلاء إلى ما سمعتموه من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا تستمعوا إلى بوليساريو ، وإنما عليكم بمن بعثه الله إليكم - صلوات الله وسلامه عليه - فالاستماع له ولحديثه هو الخير وهو البركة ، والبعد عنه - بقدر ما يبتعد الإنسان - هو الشر، لا يجوز أن تسمعوا لهؤلاء ؛ لأن هؤلاء ينفرون الناس عن الجماعة، ويدعونهم لمفارقة الجماعة ، ويدعونهم لنزع اليد من السمع والطاعة من حاكم هذه البلاد ، الذي قد استقر له الحكم والوضع ، لا يجوز ذلك ، حرامٌ بنصوص الكتاب والسنة ، رضوا أو لم يرضوا ، هذا الذي أدين الله به ، وقد سمعتموه في نصوص الكتاب والسنة ، فنحن لا نُداهن أحداً ، ولا نُجامل أحداً ، هذا دين الله ، لا يجوز - مرةً ثالثةً - أقولها : أن تسمعوا لهذه الدعوة ؛ التي تفرق بين الناس، بين جنوبي صحراوي ، وبين شمالي ما أدري ماذا ؟ وبين وسطي ما أدري ماذا ، الناس قد جمعتهم - ولله الحمد - الكلمة هنا على هذا الإمام ، على هذا الحاكم ، على هذا السلطان ، فأمَّن البلاد ، وضرب الخير فيها ، وانتشر العلم فيها ، وأمِن أهلها ، وحِيطت حدودها ، وقامت المصانع والمعامل والمعاهد والمدارس ، فإذا جاء هذا لا يكون سهلا ، الشر كثير ، والشر يبدأ بثقب ، ويبدأ بشرارة :
أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
وإن النار بالعودين تُذكى
وإن الحرب مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
فهذا الواجب ، ومعظم النار من مُستَصغَر الشَّرر ، وكثير من الناس يظن أن هذا دعوة للانفصال ، وهذا فقط إنما ليُكوِّنوا دولة ، هم الآن في دولة ، والخير واصل ، والخير لو ما جاءك إلا الأمن والأمان ؛ تبيت آمنا في سربك ، معافى في جسدك ، مالكاً لقوت يومك وليلتك ، أو لقوت ليلتك كأنما حِيزت لك الدنيا بحذافيرها ، ولا تدري - الله أعلم - ماذا سيكون في البوليساريو - لو حكمت- ، دع ما سمعت :
خذ مارأيت ودع شيئاً سمعت به
في طلعة الشمس مايغنيك عن زحل
صاحبك الحالي قد رأيته وعرفته ، وهذا الذي لا تعرفه لا تدري ماذا سيكون ، فاحمدوا الله -جلّ وعلا- على العافية وعلى السلامة ، وعلى النعمة ، ولا تستمعوا لهذه الأصوات النشاز ؛ التي هي على خلاف كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، ولعلنا نكتفي بهذا القدر ...( تفريغ الأخ الفاضل أحمد الوافي الاغاديري