قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الموقف السلفي من قتل الصحفيين الفرنسيين

السؤال:
قتل قبل أيام عدد من الرسامين المسيئين إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحفيين والموظفين العاملين في جريدة شيرلي أبدو في باريس وكذلك رجلان وامرأة من الشرطة، ولم يتم القبض بعد على القائمين بهذه الأعمال الإجرامية ولكن ظهرت مقاطع المرئية تظهر تكبير بعض المجرمين وقولهم بأنهم قاموا بهذه العملية انتقاما بزعمهم للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

فالأن تشير الأصابع إلى الإسلام، وإلى المسلمين عامةـ وإلى المسلمين المقيمين في فرنسا خاصة قد أطلقت النار ورميت القنابل على بعض المساجد.

والسؤال حفظكم الله ما الموقف السلفي من هذه الأعمال الإرهابية وما نصيحتكم للمسلمين في فرنسا وللدعاة السلفيين على وجه الخصوص وجزاكم الله خيرا.


الجواب:
أولا: ما من صاحب سنة لم تعلق بقلبه شائبة بدعة سواء كان عالما أو طالب علم مؤهل أو طلاب علم دون ذلك أو عامي مجالس للعلماء ولطلابهم إلا وهو ينكر هذه العمليات سواء ما كانت في تلك الجريدة وفي غيرها وما أكثرها.

ثانيا: العقلاء من يهود ونصارى وغيرهم ممن جاوروا المسلمين في بلادهم كلهم يدركون ذلك، ويعلمون حتى مسؤولين كبار في دول أوروبا وأمريكا وغيرها يطمئنون إلى أهل السنة والجماعة، يطمئنون إلى السلفيين.

ثالثا: بان بما سبق أن هذه العلميات لا يجوز أن تنسب إلى صاحب سنة، بل هي من خوارج وغوغائيين وهمج وفوضويين.

وهؤلاء الفوضيين قد يكونوا رافضة، وقد يكونون من الكفار متزيين بزيِّ المسلمين مندسين في رافضة أو في خوارج من المهوسين من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم.

فإن جماعة [الإخوان] المسلمين وهي واحدة من الجماعات الدعوية الحديثة التي كلها ضالة مضلة يجيزون الاستعانة بغير المسلمين على ما يريدون من السياسة.

فلا يبعد أن تكون هذه العملية نكاية لأهل السنة خاصة وبالمسلمين المقيمين في فرنسا وغيرها من دول أوروبا وأمريكا حتى يشغبوا على أهل السنة خاصة.

وختام القول أنصح أبناءنا السلفيين حيث وجدوا في فرنسا خاصة أو في غيرها من دول أمريكا وأوروبا وأفريقيا الدول غير المسلمة أنصح الخطباء والمدرسين والمحاضرين والإعلاميين الصحفيين المسلمين أن يتفقوا على كلمةٍ سواء، وهي إعلان البراءة من هذه العلمية وغيرها من العمليات الفوضوية.

وأهل السنة هم حفظة الوعد والوفاء به، أهل السنة هم أهل إنجاز الوعد، أهل السنة هم حفاظ الجوار يصونون كرامة الجار فلا يتعدون له على عرض ولا على مال ولا على نفس.

أهل السنة في إقامتهم في بلاد أوروبا وأمريكا وغيرها من غير البلاد المسلمة يدينون الله بأن بينهم وبين هؤلاء الدول التي أقاموا فيها عهد وميثاق فلا يخونونه أبدا.

وكما قدمت عقلاء هؤلاء اليهود والنصارى وغيرهم يحترمون السلفيين ويطمئنون إلى أهل السنة ويعلمون أن هذا ليس منهم.

بقي ما فُجِّر في المساجد من قنابل أنا لا أستبعد أنها كذلك، بل أتيقن أنها نكاية وقد يكون من جماعة الإخوان المسلمين السياسية أو يكونون من الكفار المهوسين غير العقلاء.

هذا ما أقرره في هذه العملية والله ولي التوفيق.

الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

 

المصدر :
موقع ميراث الأنبياء