قال الإمام ابن قيم الجوزية - رحمه الله - في كتابه "الفوائد"(ص:209-210):


أصل اﻷخلاق المذمومة كلها:
الكبر والمهانة والدناءة
.

وأصل اﻷخلاق المحمودة كلها: الخشوع وعلو الهمة.


فالفخر والبطر واﻷشر والعجب والحسد والبغي والخيﻼء والظلم والقسوة والتجبر واﻹعراض وإباء قبول النصيحة واﻻستئثار وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة وأن يحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.

وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير الله واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.

وأما اﻷخلاق الفاضلة كالصبر والشجاعة والعدل والمروءة والعفة والصيانة والجود والحلم والعفو والصفح واﻻحتمال واﻹيثار وعزة النفس عن الدناءات والتواضع والقناعة والصدق والإخﻼص والمكافأة على اﻹحسان بمثله أو أفضل والتغافل عن زﻻت الناس وترك اﻻنشغال بما ﻻ يعنيه وسﻼمة القلب من تلك اﻷخﻼق المذمومة ونحو ذلك، فكلها ناشئة عن الخشوع وعلو الهمة.
والله سبحانه أخبر عن اﻷرض بأنها تكون خاشعة، ثم ينزل عليها الماء، فتهتز وتربو وتأخذ زينتها وبهجتها.
فكذلك المخلوق منها إذا أصابه حظه من التوفيق.

وأما النار فطبعها العلو واﻹفساد، ثم تخمد فتصير أحقر شيء وأذله. وكذلك المخلوق منها.
فهي دائما بين العلو إذا هاجت واضطربت، وبين الخسة والدناءة إذا خمدت وسكنت.

واﻷخلاق المذمومة تابعة للنار والمخلوق منها.
واﻷخلاق الفاضلة تابعة للأرض والمخلوق منها.
فمن علت همته وخشعت نفسه اتصف بكل خلق جميل.
ومن دنت همته وطغت نفسه اتصف بكل خلق رذيل.انتهى.


انتقاء:
 
الشيخ عبد القادر الجنيد.



http://www.alwaraqat.net/showthread.php?27837-%C7%E1%C3%D5%E1-%C7%E1%D0%ED-%CA%D1%CC%DA-%C5%E1%ED%E5-%C7%E1%C3%CE%E1%C7%DE-%C7%E1%E3%D0%E3%E6%E3%C9-%E6%C7%E1%C3%CE%E1%C7%DE-%C7%E1%E3%E3%CF%E6%CD%C9-%E3%DA-%C3%E3%CB%E1%C9-%DA%E1%EC-%CC%E3%ED%DA%E5%E3%C7