قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الصوارف عن إتباع السنة

 

 قال  عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله -:

التزهيد في العلم ، علم الشرع الذي أهله هم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم- اعني أهله من هذه الأمة – كما أن أهله من الأمم السابقة هم ورثة الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، قال صلى الله عليه وسلم: ( وإن العلماء ورثة الأنبياء فإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) وقال صلى الله عليه وسلم: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء فكلما هلك نبي خلفه نبي ولا نبي بعدي وقد جعل الله سياسة هذه الأمة في العلماء ) .

 

التهوين من شأن أهله وتحقيرهم وبث الزهد فيهم في عوام المسلمين؛ من ذلكم قول القائل إن علمائنا منذ خمسين سنة لم تجاوز فتاويهم المسح على الخفين، وقول القائل إنهم لا يعرفون الواقع وإنما هم فقهاء حيض ونفاس وهمهم متى يدخل الشهر ومتى يخرج.

 

الإشادة برؤوسٍ في الضلالة منحرفين ليس للدعوة إلى السنة منهم نصيب ، فهم لا يعرفون من الإسلام إلا عاطفة جياشة لم تقم هذه العاطفة على فقه الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح .

 

نشر الكتب الفكرية التي لم تبنى فيما قعدته وأصلته في الدعوة إلى الله زعمت على فقه الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح ، ومن الكتب الفكرية كتب سيد قطب لاسيما التصوير الفني ومعالم في الطريق وكتاب التفسير وكتب أخرى ، وكذلك كتب المودودي آبي الأعلى المودودي ، والندوي الصوفي الجشتي ، وصلاح الصاوي صاحب الثوابت والمتغيرات الذي من تتلمذ عليه تعلم النفاق في مكر ودهاء .

 

التهوين من البدع وأنها ليست بضارة على أهل الإسلام وإنما الضرر والخطر يتهدد بني الإسلام من خارج الأمة الإسلامية ، نحن لا نمنعكم أن تردوا على الكفار وتبينوا مكرهم لأهل الإسلام لكن بالضوابط الشرعية فإنه ليس كل مكان يُتكلم فيه بكل مقال وإنما نقول لكم إن علمائنا يحذرون من العدو سواء كان من داخل الأمة الإسلامية وهم أهل البدع أو من خارجها ، والذي دلت عليه النصوص أن العدو الداخلي اشد على أهل الإسلام من العدو الخارجي وذلكم لأن العدو الداخلي عدو السنة المبتدع الضال الناس يطمئنون إليه ويأنسون بقربه لأنهم يرون منه الإسلام والحض على الإسلام والحض على السنة ورعاع الناس لا يتفطنون إلى مكره ودهائه وخبثه لا يتفطن لذلك إلا خواص ولكن هؤلاء الخواص لا يسمع لهم إلا قلة من الناس أما الجمهور فهم طائرون مع أرباب الثورة الفكرية لأن هؤلاء الأساطين زهدوا في علماء السنة وزهدوا في كتب السنة ورفعوا فوق الرؤوس الضُلال والمبتدعة والكتب الفكرية الضالة المضلة .

 

مقتطف من شريط: الصوارف عن إتباع السنة

لفضيلة الشيخ العلامة: عبيد بن عبد الله الجابري – حفظه الله –