قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

أهمية الأمن



لما أسكن سيدنا إبراهيم عليه الصلاة و السلام من ذريته بهذا الوادي كان من أول دعائه لربه لهم ما قصه الله علينا في قوله - تبارك و تعالى- :{ و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا و ارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله و اليوم الأخر قال و من كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار و بئس المصير}. فدعا الله أن يكون هذا الوادي بلدا آمنا.

ثم لما صار هذا الوادي بلدا عاد و طلب من الله أن يجعله آمنا فقال تعالى:{و إذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا و اجنبني و بنيَّ أن نعبد الأصنام}.

و هذا يؤكد أن الأمن مطلب مهم يحتاجه الإنسان، و إلا ما حرص سيدنا ابراهيم عليه الصلاة و السلام على سؤاله و تكرار طلبه الله سبحانه و تعالى أن يحققه لهذا البلد!

 و انظر الى البلدان التي اختل فيها نظام الأمن، سترى أهلها لا يستطيعون ممارسة حياتهم اليومية؛ فمدارسهم مغلقة، و اسواقهم مقفلة، و الكل يلزم البيت، و يسعى القادرون منهم على الخروج من هذه البلد و مغادرتها إلى غيرها،

و إن سألت احدهم لماذا؟

 ستجده يقول: لأنه لم يستطع أن يعيش مع أهله و عياله في ذلك الموضع الذي اختل فيه الأمن!

و استتباب الأمن من الضروريات التي اتفقت الديانات السماوية على طلبه؛ فإن حفظ الدم و المال و العرض و العقل و الدين بها يتحقق الأمن بجميع انواعه سواء كان
 أمنا نفسيا،
 أم اقتصاديا،
أم اجتماعيا،
أم أمنا عاما،
أم أمنا فكريا،
أم أمنا وقائيا،
أم أمنا سياسيا...إلى غير ذلك من أنواع الأمن التي يدل تعددها إلى أهمية الأمن و أنه ضرورة للإنسان فردا و جماعة.

و يمكن ان تلخص أهمية الأمن في النقاط التالية:

1- أنه ضروري ليتمكن الإنسان من ممارسة شعائر دينه.

2- أنه ضروري ليتصرف الناس في شؤون حياتهم المختلفة.

3- أنه ضروري ليمارس الانسان علاقاته في مجتمعه.

4- أنه ضروري ليستقيم عيش الانسان في صحته البدنية و النفسية.

5- أنه ضروري ليشعر الإنسان بالسعادة

 



الأمن مسؤولية الجميع - الشيخ محمد بن عمر بازمول