قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

تحذير الشباب من القرآنيين القائلين بعدم العمل بالسنة و الإكتفاء بما جاء به القرآن...!!؟

من المعلوم عند جميع أهل العلم أن السنة هي الأصل الثاني من أصول الإسلام، و أن مكانتها في الإسلام الصدارة بعد كتاب الله عز و جل، فهي الأصل المعتمد بعد كتاب الله عز و جل بإجماع أهل العلم قاطبة، و هي حجة قائمة مستقلة على جميع الأمة.

من جحدها أو أنكرها أو زعم أنه يجوز الإعراض عنها و الإكتفاء بالقرآن فقط فقد ضل ضلالا بعيدا، و كفر كفرا أكبر، و ارتد عن الإسلام بهذا المقال، فإنه بهذا المقال و بهذا الاعتقاد يكون قد كذب الله و رسوله، و أنكر ما أمر الله به و رسوله، و جحد أصلا عظيما فرض الله الرجوع إليه و الإعتماد عليه و الأخذ به، و أنكر إجماع أهل العلم عليه، و كذب به، و جحده.

و قد نبغت نابغة في صدر الاسلام أنكرت السنة بسبب تهمتها للصحابة- رضي الله عنهم و أرضاهم-،
كالخوارج، فإن الخوارج كفروا كثيرا من الصحابة، و فسقوا كثيرا منهم، و صاروا لا يعتمدون- بزعمهم- إلا على كتاب الله؛ لسوء ظنهم بأصحاب رسول الله-عليه الصلاة و السلام-،
 و تابعتهم الرافضة فقالوا: لا حجة إلا فيما جاء من طريق أهل البيت فقط، و ما سوى ذلك لا حجة فيه.

و نبغت نابغة بعد ذلك، و لا يزال هذا القول يذكر فيما بين وقت و آخر، تسمى هذه النابغة الأخيرة " القرآنية"، و يزعمون أنهم أهل القرآن، و أنهم يحتجون بالقرآن فقط، و أن السنة لا يحتج بها، لأنها إنما كتبت بعد النبي صلى الله عليه و سلم بمدة طويلة، و لأن الانسان قد ينسى و قد يغلط، و لأن الكتب قد يقع فيها غلط، إلى غير هذا مما قالوا من
الترهات
و الخرافات
و الآراء الفاسدة
وزعموا أنهم بذلك يحتاطون لدينهم فلا يأخذون إلا بالقرآن فقط.
وقد ضلوا عن سواء السبيل
وكذبوا
و كفروا بذلك كفرا أكبر بواحاً

فإن الله عز و جل أمر بطاعة رسوله-صلى الله عليه و سلم-، و اتباع ما جاء به،و سمى ذلك وحياً في قوله تعالى: { و النجم إذا هوى ما ضل صاحبكم و ما غوى و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى }،
و لوكان رسوله لا يتبع و لا يطاع لم يكن لأوامره و نواهيه قيمة.

و قد أمر صلى الله عليه و سلم أن تبلَّغ سنته، فكان إذا خطب أمر أن تبلغ السنة ؛ فدل ذلك على أن السنة واجبة الاتباع و على أن طاعته واجبة على جميع الأمة، كما تجب طاعة الله تجب طاعة رسوله صلى الله عليه و سلم، و من تدبر القرآن العظيم وجد ذلك واضحا؛
قال تعالى في كتابه العظيم في سورة ال عمران:{و اتقوا النار التي أعدت للكافرين و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون}؛
فقرن طاعة الرسول بطاعته سبحانه.

و قال تعالى:{ و أطيعوا الله و الرسول لعلكم ترحمون}
 فعلق الرحمة بطاعة الله و رسوله.

و قال سبحانه ايضا في سورة ال عمران:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله و يغفر لكم ذنوبكم و الله غفور رحيم قل أطيعوا الله و الرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين}.

وقال سبحانه في سورة النساء:{ يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنتازعتم في شيء فردوه إلئ الله و الرسول إن كنتم تومنون بالله و اليوم الآخر ذلك خير و أحسن تأويلا}



 السنة و مكانتها في الاسلام و في اصول التشريع- الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله