قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الناس و كلمة لا إله إلا الله


الاقرار بتوحيد الربوبية ضروري و فطري لكنه لا يكفي،لم يكف المشركين اقرارهم به كما في القرآن ، فالقرآن صريح في هذا { و لئن سألتهم من خلقهم} ماذا يجيبون ؟ يجيبون : (الله) ، أي : الله هو الذي خلقنا


هذا توحيد الربوبية

 فالمطلوب هو توحيد الالوهية:هذا الذي حصل فيه النزاع و الخلاف و الخصام بين الرسل و الامم،و بين الدعاة الى الله و بين الناس، هذا هو الذي فيه الخصومة، فيه القتال، و فيه ما يتعلق بذلك

من الولاء و البراءو غير ذلك.

الله جل و علا يقول: { و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا } هل هذا كلام غامض؟ العوام يفهموه { و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا } يفهمون من هذا الامر بالعبادة و النهي عن الشرك، و لو أنهم لم يتعلموا، يعرفون هذا من لغاتهم ، هذه آية واحدة ، و القرآن مملوء من مثل هذا.
هذه الآيات يمرون عليها و يقرءونها ، لكن لا يفكرون فيها

 يقول الله تعالى : { و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا }.

و هم يقولون : يا علي ، يا بدوي ، يا تيجاني، يا عبد القادر، يصرخون و يصيحون و ينادون بأعلى اصواتهم : يا فلان يا فلان ، و فلان هذا ميت !!! .
و هذا الذي ينادي الميت و يصرخ ربما أنه يحفظ القرآن بالقراءات السبع او العشر ، و يجوده تجويدا منقطع النظير ، - يقيمه اقامة السهم - كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ، كن يعتني بحروفه و يضيع حدوده.
يقول ابن القيم : القرآن كله في التوحيد، لانهم اما امر بعبادة الله و ترك الشرك، و اما بيان لجزاء اهل التوحيد، و جزاء اهل الشرك، و اما في احكام الحلال و الحرام،  و هذه من حقوق التوحيد،و اما قصص عن الرسل و اممهم و ما حصل بينهم من الخصومات، و هذا جزاء التوحيد و الشرك.

فالقرآن كله توحيد، من اوله الى آخره، و مع هذا يقرءون هذا  القرآن و هم مقيمون على الشرك الاكبر

و يقولون : لا اله الا الله
 و لا يعملون بها
هم في واد
و القرآن و لا اله الا الله في واد آخر
انما هي الفاظ على اللسان فقط.

لو تسأل واحدا منهم: ما معنى لا اله الا الله؟ لقال لك : لا ادري ، انا لم اتعلم.
فنقول له : اذن انت تقول لا اله الا الله و لا تعلم ما  معناها ، هل هذا يليق بالمسلم؟!...

من شرح الاصول الستة للشيخ صالح الفوزان حفظه الله