قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

مما يبعث على الأسى...؟!!




مما يبعث على الاسى: زهد كثير من اهل العلم في الجامعات و المعاهد الدينية، و المشتغلين بالدعوة الى الله، من الافراد و الجماعات في بيان حقيقة توحيد العبادة، و بيان ما يضادها، و تقصيرهم في تحذير الامة من الغلو في الصالحين و اصحاب الاضرحة، و في الوقت الذي يكثر فيه المفتونين بها.

و الباعث على هذا التقصير: إما الجهل بحقيقة الاسلام، و إما خشية إغضاب الجماهير، و إما أن يلتزم الداعي بمنهج جماعة لا تقر أصلا الدعوة إلى توحيد العبادة، و لا التحذير من الشرك و وسائله كما غالب حال الجماعات اليوم.

و لا شك أن السكوت عن بيان الشرك و عن بيان التوحيد لاسيما توحيد العبادة من أعظم الغش للأمة، و للأتباع، و للمدعوين، فإن المبتلى بالشرك إذا مات عليه كان من أهل النار خالدا فيها، فكيف يسلمه الداعي في هذه الورطة العظيمة التي لا مخرج له منها إلا بإخلاص العبادة.

(..........)

لقد جر السكوت عن بيان توحيد العبادة إلى تعلق كثير من الناس بغير الله تعالى؛ يدعونهم و يرجونهم، و يذبحون لهم، و يستغيثون بهم عند الشدائد و الكربات في عامة بلاد المسلمين، و كثير منهم يظن أنه على حق؛ لاسيما و هم يرون من يحسنون بهم الظن من المنتسبين للعلم و الدعوة لا ينكرون،هذا إذا لم يسوغوا لهم بدعهم و خرافاتهم و شركياتهم.

 

 

 الغلو و مظاهره في الحياة المعاصرة - الشيخ علي بن يحيى الحدادي (بتصرف)