قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

الأسبــاب التــي تــؤدي إلــى الوقــوع فــي حبائــل وشــراك الخــوارج


ـ1- البعــد عــن علمــاء السنــة والجماعــة

فمــن سعــادة المسلــم أن يطلــب العلــم علــى أيــدي كبــار العلمــاء الذيــن عرفــوا بالرســوخ فــي العلــم ولــزوم السنــة والعمــل الصالــح , والذيــن هــم امتــداد للسلــف الصالــح

فأخــذ العلــم علــى أيديهــم أمــان مــن المزالــق بتوفيــق الله وفضلــه

والزهــد فــي أخــذ العلــم عنهــم مــن أسبــاب الانحــراف كمــا حصــل للخــوارج الأُوليــن فإنهــم لــم يأخــذوا العلــم عــن الصحابــة وإنمــا أخــذوه عــن جُهالهــم الذيــن يقــرؤون القــرآن ويفسرونــه بحســب مــا ظهــر لهــم فضلــوا وأضلــوا

والذيــن وقعــوا اليــوم فــي تكفيــر الحكــام والمسلميــن هــم مــن الذيــن لــم يُعرفــوا بالأخــذ عــن علمــاء السنــة وإنمــا كانــوا أبعــد شــيء عنهــم بــل مــن الذيــن يرمــون علمــاء السنــة بالعمالــة والخيانــة وكتمــان الحــق إلــى غيــر ذلــك مــن الألقــاب السيئــة فــلا عجــب أن وقعــوا فيمــا وقعــوا فيــه مــن التكفيــر وشــق عصــا الطاعــة



ـ2- الجهــل بحكــم الشــرع

فــي كيفيــة التعامــل مــع ولاة أمــر المسلميــن والــذي يقــوم علــى السمــع والطاعــة فــي المعــروف وبــذل النصــح لهــم وستــر معايبهــم والدعــاء لهــم بالتوفيــق والصــلاح وإن جــاروا وظلمــوا , فحيــن جهــل كثيــر مــن شبــاب المسلميــن مثــل هــذا أصغــوا للذيــن يقدحــون فــي ولاة الأمــر فــي المجالــس أو المنابــر أو الصحــف أو المنتديــات وغيرهــا ممــا أدى إلــى إيغــار الصــدور واشتعالهــا بالبغضــاء لــولاة الأمــور فسهــل علــى دعــاة الباطــل تجنيــد بعــض شبــاب الأمــة ضــد بلادهــم وأوطانهــم وولاة أمرهــم


ـ3- عــدم التمييــز بيــن علمــاء السنــة ودعــاة الفتنــة

والنبــي صلــى الله عليــه وسلــم قــد أخبــر بأنــه سيوجــد فــي هــذه الأمــة قطعــاً دعـــاة علــى أبــواب جهنــم مــن أجابهــم قذفــوه فيهــا كمــا فــي الصحيحيــن مــن حديــث حذيفــة رضــي الله عنــه .وهــؤلاء الدعــاة هــم الذيــن يجــرون المسلــم بزخــرف كلامهــم إلــى نقــض بيعــة ولــي الأمــر
ولهــذا حيــن ســأل حذيفــة رســول الله عــن المخــرج مــن فتنــة دعــاة النــار قــال : " تلــزم جماعــة المسلميــن وإمامهــم " ـ

فــدل ذلــك علــى أن دعــاة النــار يريــدون مــن النــاس مفارقــة إمــام المسلميــن .وقــد عظمــت الفتنــة فــي هــذا الزمــان بهــذا الصنــف مــن الدعــاة نسـأل الله أن يكفــي المسلميــن شرهــم , وأن يهــدي مــن ضــل منهــم علــى جهالــة

ـ4- قــراءة الكتــب الفكريــة العصريــة

التــي تنضــح بالتكفيــر والكتــب التــي تصــور لقارئهــا انتهــاء الحيــاة الإسلاميــة مــن الوجــود فلابــد مــن بعــث جديــد وإحيــاء جديــد للأمــة والتــي تصــور لقارئهــا أننــا نعيــش فــي جاهليــة مطبقــةً

فالحــذر منهــا واجــب ومــن الكتــب التــي تكثــر النقــل عنهــا وتــدور فــي فلكهــا .فعلــى المسلــم أن يتحــرى فــي تلقــي أحكــام دينــه ألا يأخذهــا
إلا مــن المصــادر الموثوقــة ســواء كــان شيخــاً أو كتابــاً أو شريطــاً أو موقعــاً علــى الإنترنــت

ومــا أحســن مــا قالــه ابــن سيريــن
" إن هــذا العلــم ديــن فانظــروا عمــن تأخــذون دينكــم "




مــن:
خطبــة شــر الخلــق والخليقــة - الشيخ علي بن يحيى الحدادي.