قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

ثمانية أشياء يجلبها الذنب استعاذ منها النبي صلى الله عليه و سلم.

قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تبارك وتعالى – :
فالذنب إما أن يميت القلب ، أو يُمرضَه مرضًا مخوفًا ، أو يضعف قوته ، ولا بدّ ، حتى ينتهي ضعفه إلى الأشياء الثمانية التي استعاذ منها النبي – صلى الله عليه وسلم – ، وهي : الهمّ والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وضلَع الدَّين وغلبة الرجال . وكل اثنين منها قرينان :
فالهم والحزن قرينان ، فإن المكروه الوارد على القلب إن كان من أمر مستقبل يتوقّعه أحدثَ الهمَّ ، وإن كان من أمر ماضٍ قد وقع أحدثَ الحزَنَ .
والعجز والكسل قرينان ، فإنّ تخلّفَ العبد عن أسباب الخير والفلاح إن كان لعدم قدرته فهو العجز ، وإن كان لعدم إرادته فهو الكسل.
والجبن والبخل قرينان ، فإن عدم النفع منه إن كان ببدنه فهو الجبن ، وإن كان بماله فهو البخل .
وضلَع الدين وقهر الرجال قرينان ، فإنّ استعلاء الغير عليه إن كان بحق فهو من ضلَع الدين، وإن كان بباطل فهو قهر الرجال .
والمقصود أنّ الذنوب من أقوى الأسباب الجالبة لهذه الثمانية ، كما أنها من أقوى الأسباب الجالبة لجهد البلاء ، ودرك الشقاء ، وسوء القضاء ، وشماتة الأعداء ؛ ومن أقوى الأسباب الجالبة لزوال نعم الله وتحوُّل عافيته ، وفجاءة نقمته ، وجميع سَخَطه .

الداء والدواء ١٧٨/١-١٧٩ .