قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

إن نفي الشريك عن الله تعالى لا يتم إلا بنفي ثلاثة أنواع من الشرك

قــالَ الإمــام الطحاوي -رحِــمُه الله-
« نقول في توحيد الله معتقدين -بتوفيق الله -:إن الله واحد لا شريك له »


 علّق الإمــام محــمّّد نــاصِرُ الدِّيــنُ الأَلْبَــاني رحِــمُه الله :

« إن نفي الشريك عن الله تعالى لا يتم إلا بنفي ثلاثة أنواع من الشرك:

 الأول: الشرك في الربوبية، وذلك بأن يعتقد أن مع الله خالقا آخر – سبحانه وتعالى – كما هو اعتقاد المجوس القائلين بأن للشر خالقا غير الله سبحانه.
 وهذا النوع في هذه الأمة قليل والحمد لله، وإن كان قريبا منه قول المعتزلة: إن الشر إنما هو من خلق الإنسان، وإلى ذلك الإشارة بقوله -صَلَّــى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّــمْ-: (القدرية مجوس هذه الأمة.. )) الحديث

[وهو مخرج في مصادر عدة عندي أشرت إليها في ((صحيح الجامع الصغير وزيادته)) رقم [4442] ]

 الثاني: الشرك في الألوهية أو العبودية، وهو أن يعبد مع الله غيره من الأنبياء والصالحين، كالاستغاثة بهم وندائهم عند الشدائد ونحو ذلك.

 وهذا مع الأسف في هذه الأمة كثير، ويحمل وزره الأكبر أولئك المشايخ الذين يؤيّدون هذا النوع من الشرك باسم التوسل ((يسمونها بغير اسمها)) ! .

 الثالث: الشرك في الصفات، وذلك بأن يصف بعض خلقه تعالى ببعض الصفات الخاصة به عز وجل كعلم الغيب مثلا، وهذا النوع منتشر في كثيير من الصوفية ومن تأثر بهم، مثل قول بعضهم في مدحه النبي - -صَلَّــى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّــمْ- -:
((فإن من جودك الدنيا وضرتها…ومن علومك علم اللوح والقلم!))

ومن هنا جاء ضلال بعض الدجّالين الذين يزعمون أنهم يرون الرسول -صَلَّــى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّــمْ- اليوم يقظة ويسألونه عما خفي عليهم من بواطن نفوس من يخالطونهم، ويريدون تأميرهم في بعض شؤونهم، ورسول الله -صَلَّــى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّــمْ- ما كان ليعلم مثل ذلك في حال حياته {ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء} [الأعراف:188]

فكيف يعلم ذلك بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى؟! .

 هذه الأنواع الثلاثة من الشرك من نفاها عن الله في توحيده إياه فوحده في ذاته وفي عبادته وفي صفاته فهو الموحد الذي تشمله كل الفضائل الخاصة بالموحدين ومن أخل بشيء منه فهو الذي يتوجه إليه مثل قوله تعالى:
(لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) [ الزمر: 65]

فاحفظ هذا فإنه أهم شيء في العقيدة فلا جرم أن المصنف رحمه الله بدأ به ومن شاء التفصيل فعليه بشرح هذا الكتاب وكتب شيوخ الإسلام ابن تيمة وابن القيم وابن عبد الوهاب وغيرهم ممن حذا حذوهم واتبع سبيلهم (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان) [ الحشر: 10]

•┈┈┈┈•✿❁✿•┈┈┈┈•

 الــمَــصْـــ☟ــ☟ــدَرُ:
متن الطحاويّة بتعليق الإمــام الألباني