قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

لماذا فهم السلف الصالح؟؟؟
تعددت مشارب الناس واتجاهاتهم فى فهم نصوص الكتاب والسنة ، وبالتالى تفرقت الأمة شيعاً وأحزاباً وفرقاً متناحرة رغم أن الصراط واحد والكتاب واحد والرسول واحد والقبلة واحدة واللغة واحدة ، فمن وفقه الله إلى اتباع صراط الجيل الأول من السلف الصالح (الرسول وأصحابه ومن تبعهم من خير القرون) فهو الموفق ، يقول الله تعالى :" وأن هذا صراطى مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله" . (الآية 153 الأنعام )، ويقول تعالى : (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) الآية 7 الحشر ، ويقول تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجاً مما قضيت" الآية 65 النساء ، ويقول تعالى : "محمدُُ رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" الآية 29 الفتح ، ويقول الله تعالى : "لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة" الآية 18 الفتح ، ويقول تعالى :"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضى الله عنهم ورضوا عنه …." الآية 100 التوبة ، ويقول تعالى : "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله …." الآية 110 آل عمران ، ويقول تعالى : (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوليه ما تولى ...) الآية 115 النساء . وصح عنه (صلى الله عليه وسلم) ما يلى:

(1) { تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ....}

(2) { عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ ... }

(3) { من رغب عن سنتى فليس منى ... }

(4) { خير الناس قرنى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ..}

(5) { تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى ... }

(6) { ستفترق هذه الأمة على ثلاثة وسبعين فرقة كلها فى النار إلا واحدة ، قالوا: من هى يا رسول الله ، قال: من كانوا على ما أنا عليه وأصحابى ... }

وجاء عن الصحابى الجليل عبد الله بن مسعود(رضي الله عنه):

- إنا نقتدي ولا نبتدي ونتبع ولا نبتدع ولن نضل ما تمسكنا بالأثر . (رواه اللالكائى فى شرح الاعتقاد 1/86) .

- وقال: إياكم والتبدع والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق" وقال: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفيتُم وكل بدعة ضلالة" وقال: "إنها ستكون أمور مشتبهات فعليكم بالتؤدة فإنك أن تكون تابعاً فى الخير خيرُ من أن تكون رأساً فى الشر" وقال: "إنكم اليوم على الفطرة وستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثاً فعليكم بالهدى الأول" (الإبانة لابن بطه حـ1 صـ321 وما بعدها)

- وجاء عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- وهو يوصى أحد عماله "أوصيك بتقوى الله والاقتصاد فى أمره واتباع سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) وترك ما أحدث المحدثون بعده فيما جرت به سنته وكُفوا مؤنته واعلم أنه لا يبتدع إنسان بدعة إلا قدم قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة وأعلم أن من سن السنن قد علم ما فى خلافها من الخطأ والزِلل والتعمق والحمق فإن السابقين عن علم وقفوا وببصر نافذ كَفُّوا وكانوا هم أقوى على البحث ولم يبحثوا" (ابن بطه فى الإبانه 1/321) .

- وقال محمد بن سرين –رحمه الله- كانوا يقولون: إذا كان الرجل على الأثر فهو على الطريق" (الإبانه 1/357) .

- وقال الأوزاعى –رحمه الله- ندور مع السنة حيث دارت" (اللالكائى فى شرح الاعتقاد حـ1/64) .

- فمن أراد طريق النجاة والفلاح فعليه بنهج الجيل الأول ولن يتأتى ذلك إلا بتوفيق الله أولاً ثم بالإخلاص والبحث عن آثار هذا الجيل الوحيد الذى زكاه الوحى بأعيانهم فمن غيرهم زكاهم الوحى بأعيانهم . فمن لم يسعه سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفهم أصحابه لا وسع الله عليه ومن وسعه ما وسعهم سهل الله له طريقاً إلى الجنة.
 
منقول