قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رحمه الله
*لَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُها*
منهاج النبوة

علامات حب الدنيا


 تواصل أشغال العبد بها حتى يضيع ما أوجب الله عليه:
قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:" إياكم و ما شغل من الدنيا فإن الدنيا كثيرة الأشغال لا يفتح رجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب"
كثرة هموم العبد بها كما جاء عن زيد بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ قال سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ يقول :" من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب له. و من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره. و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا و هي راغمة."
و قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ : و محب الدنيا لا ينفك من ثلاث : هم لازم و تعب دائم و حسرة لا تنقضي و ذلك أن محبها لا ينال منها شيئا إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه كما في الحديث الصحيح عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ : "لو كان لابن آدم واديان من المال لابتغى لهما ثالثا"
و قال بعضهم : من أراد الدنيا فاليتهيأ للذل
حب أهلها و التملق إليهم و محاباتهم و اتخاذهم أخلاء و عدم إنكار منكرهم
قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ : إني لأعرف الرجل للدنيا بتسليمه على أهل الدنيا . يريد بذلك حفاوته بهم دون غيرهم ليس لشيء إلا لأنهم حازوا الدينار و الدرهم و المنزلة و الجاه.
و صدق من قال :
فكم دقت و رقت و استرقت *** فضول الرزق أعناق الرجال
* الإكثار من ذكرها و كثرة التحدث عنها:
قال بعض السلف : من أحب شيئا أكثر من ذكره.
فلا ترى صاحب الدنيا إلا و هو يتحدث عن المال و طرق جمعه و تحصيله و لا تراه إلا و هو يكثر من ذكر الملبس و المأكل و المنكح و المسكن و الأسواق و المشتريات
قال بعض السلف : إني لأكره الرجل أن يكون ذاكرا لبطنه و فرجه.
و قد قيل : القلوب أوعية و الألسن مغاريفها.
و قال أيوب السختياني : ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط . و ما حال الكثير منا إلا كما قال عون بن عبد الله: (إن من كان قبلكم كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم و إنكم اليوم لتجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم)
منقول من رسالة " تذكير الأولياء و تحذير الجهلاء من خطر فتنة الدنيا" .
تأليف أبي الفداء أحمد بن حسن بن قائد النهاري الريمي.
تقديم فضيلة الشيخ أبي نصر محمد بن عبد الله الإمام.

منقول